الوطنية و الإنسانية فقدت بوصلتها في مفاوضات مسقط
لم يكن فشل مفاوضات مسقط بشأن الأسرى مفاجأة لكثير من المراقبين، بل كانت متوقعة، نظرًا لان طرفي التفاوض حصرا- مسبقاً - قائمة التفاوض على موضوع محمد قحطان فقط وتجاهلوا آلاف الأسرى والمعتقلين وجثامين الشهداء.
وأثبتت تغريدة رئيس لجنة شؤون أسرى عصابة الحوثي المدعو عبدالقادر المرتضى، نتائج ما دار في هذه المفاوضات.
حيث قال المرتضى في تغريدة على حسابه في منصة إكس: "تم الاتفاق على بعض النقاط أهمها حل الإشكالية على محمد قحطان، وكذا تبادل بعض من قوائم الأسرى".
ورغم ان تغريدة القيادي الحوثي لخّصت واقع مشاورات مسقط بشأن الأسرى، فإنها فضحت أيضًا وفد الشرعية الى المفوضات والذي كرّس جهوده ووقته للتفاوض حول شخص واحد، و ترك الآلاف ممن ضحوا بحياتهم من اجل اليمن و الجمهورية.
نعم، تركوا كل الأسرى الذين ضحوا بحياتهم، وجثامين الشهداء وحصروا المفاوضات في محمد قحطان، هذه هي مهزلة لا يمكن تجاوزها.
فقد ضحى هؤلاء الأسرى والشهداء بأرواحهم من أجل الوطن والحرية، ولكن بدلاً من أن يكون هدف التفاوض هو إطلاق سراحهم وتقديم العون لعائلاتهم، نجد المفاوضات تتمحور حول شخص واحد.
نحن لسنا ضد إطلاق سراح محمد قحطان، فهو مواطن يمني ويستحق الحرية. لكن القضية تكمن في الطريقة التي تتم بها هذه المفاوضات.
يجب أن تتجاوز الحكومة الماضي و تتحمل مسؤولية الجميع، وتعمل على أن يكون الأسرى جميعهم أسرى الوطن، وليسوا أسرى حزب أو فئة معينة. كذلك، يجب على القوى الدولية أن تمارس ضغطًا حقيقيًا على الجماعات الإرهابية لإطلاق سراح جميع الأسرى وجثامين الشهداء دون تمييز.
ترك الأسرى والشهداء دون رعاية واهتمام يُعد خيانة لتضحياتهم. يجب أن نكون مع هؤلاء الأسرى والشهداء، وأن ندعمهم في هذه الظروف الصعبة التي يمرون بها. لا يجب أن ننسى تضحياتهم من أجلنا ومن أجل اليمن.
إن مفاوضات السلام في اليمن يجب أن تكون شاملة وتستند إلى مبادئ العدالة وحقوق الإنسان. كما يجب أن نسعى لإيجاد حلول دائمة وشاملة للأزمة الإنسانية التي تعاني منها اليمن.
نحن نطالب بالإفراج عن جميع المعتقلين والمختطفين والكشف عن مصير الآلاف من الأشخاص الذين فُقدوا في هذه الحرب.
فلنكن مع الأسرى والشهداء، ولنضغط لإطلاق سراحهم وتكريم تضحياتهم. لنقف معهم في هذه الظروف الصعبة وندعمهم بكل ما نملك، فهم جزء لا يتجزأ من وطننا وتاريخنا.