ما سبب فشل المفاوضات؟!
تشهد اليمن منذ سنوات عدة صراعاً دامياً بين القوى الحكومية والمليشيا الحوثية الموالية لإيران، وقد تمت محاولات عدة لإيجاد حل سياسي لهذا الصراع المستمر، إلا أن المفاوضات التي جرت بين الحكومة اليمنية والحوثيين فشلت في تحقيق أي تقدم حقيقي بسبب عدة عوامل، منها عدم طرح مبدأ المفاوضات "الكل مقابل الكل".
إن عدم وجود مبدأ المفاوضات الكل مقابل الكل يعني أن كل طرف يحاول الحصول على مكاسب وتنازلات دون النظر إلى مصلحة اليمن وشعبه.
فالحكومة تسعى لاستعادة السلطة والشرعية التي فقدتها بفعل الانقلاب الحوثي، بينما تسعى المليشيا الحوثية لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية على حساب الشعب اليمني واستمرار تمددها في البلاد.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن التعنت الحوثي ورفضهم التنازل عن أي جزء من السلطة يجعل من المستحيل التوصل إلى اتفاق سلمي ومستدام. فالحوثيين يرفضون التنازل عن الأمور التي استولوا عليها بالقوة، ويحاولون إقصاء الأطراف الأخرى من أي دور في المفاوضات.
ومن الأمور التي أدت إلى فشل المفاوضات أيضاً هو حصر الشرعية اليمنية للمفاوضات في أسماء محددة، مما أدى إلى تجاهل العديد من الشخصيات التي استشهدت دفاعاً عن اليمن والثورة والجمهورية.
فالحكومة لم تستطع تمثيل جميع الأطراف اليمنية في المفاوضات، مما أثر سلباً على مصداقية العملية السياسية وعلى فرص تحقيق حل دائم للصراع.
إن فشل المفاوضات بين الحكومة اليمنية والحوثيين يعد مؤشراً على تعقيد الوضع السياسي في اليمن وصعوبة التوصل إلى حل سلمي للصراع. ولكن على الرغم من ذلك، يجب على جميع الأطراف اليمنية العمل معاً من أجل وضع مصلحة البلاد وشعبها فوق كل اعتبار، والتوصل إلى حل سياسي يضمن السلام والاستقرار في اليمن.