النقد البنّاء يهدف للتصحيح لا التجريح

10:15 2024/07/02

عندما ينتقد الكاتب ألأعمال والممارسات والأقوال والسياسات والمواقف الخاطئة للأصدقاء والخصوم والحلفاء نقدًا حصيفًا وحقيقيًا وبنّاءً ومتخصصًا وبأساليب علمية، فإن هذا لا يعني الاصطياد في الماء العكر أو محاولة لتشويه وتجريح  وسب الآخر أو للإساءة إليه، وإنما هو تنبيه له وتوضيح لأخطائه وإخفاقاته، الهدف منه مراجعتها، ومعالجتها، وتصحيحها، وتفادي الوقوع فيها أو تكرارها مرة أخرى ..

والنقد البنّاء للفساد و المفسدين والأخطاء الواضحة والمشاهده والموثقة بالأدلة والبراهين المؤكده هو واجب ديني ووطني وإنساني وأخلاقي. ففي حال حدوث عمليات فساد أو أعمال منكره أو مضرة ناتجة عن تصرفات خاطئة من قبل فرد أو كيان أو جهة محددة فالواجب أن يتم انتقاد هذه الأخطاء، والممارسات الكارثية والإجرامية، وتوضيح أضرارها ،وتبعاتها، وآثارها ونتائجها السلبية التى تصيب وتضر بالفرد وبالمجتمع ..

فعندما يتم إنتقاد الأجهزة الأمنية بالفشل واتهامها بعدم القدرة علي تأمين حياة المواطنين وممتلكاتهم فإن الهدف هو توجية اللوم للأجهزة الأمنية وتنبيهها لما يحدث من ممارسات خاطئة من أجل مراجعة حساباتها واخفاقها وتصحيح أخطائها والقيام بواجباتها في صيانة الوطن والمواطن وحماية الأمن والاستقرار، وتحسين الأوضاع.

وعندما يتم إنتقاد تشكيلات الجيش وفصائله المختلفة وتشكيلها علي أسس حزبية ومناطقية أو تعيين بعض قياداتها من الكوادر المدنية الغير مؤهلة والغير مدربة، فهذا لا يعني الإساءة للجيش الوطني، وإنما الهدف منه تصحيح عملية تشكيله وتوحيده علي أسس عسكرية ووطنية ومهنية ومراجعة وإعادة تعيين قياداته من الكوادر العسكرية المهنية والمتخصصة والمؤهلة والمدربة بدلاً من الكوادر التربوية والمدنية ..

وعندما يتم إنتقاد فشل الحكومة في الجانب الاقتصادي وما نتج عنه من هبوط لقيمة الريال اليمني وارتفاع لأسعار المشتقات النفطية والمواد الغذائية والطبية ومستلزمات الحياة المعيشية، فإن الهدف من ذلك هو إيصال صوت المواطن ومعاناته إلي السلطة من أجل أن تشاهد أخطاءها وتصحح فسادها وتعمل على تخفيف أضرارها التى أرهقت الشعب، وضاعفت من معاناته وأوجاعه..

وهكذا في كل ما يتم إنتقاده من فشل أو ممارسات خاطئة في أجهزة القضاء أو الصحة أو التعليم او في جانب الحقوق والحريات أو في غيرها، فإن الهدف منه التصحيح لا التجريح .

وصدق رسول الله ﷺ: القائل ( من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان).