ما الذي جعل المليشيات تبادر بفتح بعض الطرقات؟
منذ بداية الحرب الانقلابية قبل ما يقارب من تسع سنوات والمليشيات الحوثية تحاصر مدينة تعز وتقطع الخطوط والمنافذ والطرقات الرابطة بين معظم المدن والقرى والمديريات والمحافظات ..
وبالرغم من الضغوطات الدولية والأممية ونتائج جولات الحوار والمباحثات والمفاوضات وتكرر المناشدات الإنسانية والمطالب الحقوقية بفتح المنافذ والطرقات التى تقطعها المليشيات الحوثية إلا أن قيادة الجماعة رفضت كل تلك المطالب والمناشدات، وتنصلت عن كل المعاهدات والاتفاقيات، ولم تبالِ بتضاعف معاناة المواطنين بسبب قطع الطرقات بل زادت عتوًا ونفورًا، وظلت تتسلى بتعذيب الشعب واختلاق الأعذار والمبررات والمماطلات ..
وقبل أسابيع وبدون أي حوار أو تنسيق أو ضغوطات بادرت قيادة المليشيات بفتح بعض المنافذ والطرقات، وفي مقدمتها طريق مارب- البيضاء- صنعاء، وطريق الحوبان- جولة القصر- مدينة تعز، فلماذا بادرت قيادة الجماعة بفتح هذه الطرقات التى ظلت ترفض فتحها طيلة كل تلك السنوات ؟
في الحقيقة، لم تاتِ هذه المبادرة كخطوة حقيقية لبداية مشوار السلام وإنما هناك جملة من الأسباب التى جعلتها تبادر إلي فتح تلك المنافذ والطرقات، أهمها الضغوطات الإيرانية الناتجة عن التقارب السعودي- الإيراني
والقرارات الاقتصادية الصادرة عن البنك المركزي بعدن والتى توشك أن تعصف باقتصاد المليشيات
وإنجاز وافتتاح طريق المخا- الكادحة- البيرين الذي شكّل النواة الأولى والطلقة القاتلة لكسر الحصار عن مدينة تعز،
والوضع المزري، والحالة البائسة التي تشهدها مناطق سيطرة الحوثيين، والضغط الشعبي والحملات الاجتماعيه في وسائل التواصل الاجتماعي ..
وهذه الأسباب الظاهرة وغيرها من الأسباب الخفية جعلت قيادة الجماعة الحوثية تستشعر الخطر، وتبحث عن حلول وطوق نجاة، فبادرت إلى فتح هذه المنافذ والطرقات، على اعتبار أنها بوادر لجدية المفاوضات وتستوجب إلغاء كل القرارات والمستجدات الاقتصادية، وبذلك تضمن النجاة وعدم السقوط في مستنقع الهلاك، وتضمن الحصول على مزيد من الوقت بما بكفل لها إعادة ترتيب أوراقها وصفوفها حتى تستعيد قوتها وتتمكن من إعادة الوضع الى نقطة الصفر وبداية مراحل الخلاف والاختلاف.