Image

الحوثي والإخوان .. عدو النساء

تشدد عصابة الحوثي الإرهابية "وكلاء إيران" قبضتها لتضييق القيود الاجتماعية على النساء في المناطق اليمنية التي يسيطرون عليها،  وأنشأت الشرطة النسائية التابعة لكتائب “الزينبيات” لتنفيذ مهام توصف بـ”القذرة” ضد النساء من خلال التنكيل بهن ومراقبتهن والتضييق  على حريتهن، وذلك في إجراءات متطابقة مع تلك التي ينفذها تنظيم داعش والقاعدة الإرهابين.

الوضع في مناطق سيطرة حزب الإصلاح (الاخوان المسلمين) ليس افضل حالًا من مناطق الحوثي، حيث تتعرض النساء للاعتقال وما حدث يوم السبت في المكلا شرق اليمن من اعتقال للناشطة خلود باشراحيل مع زوجها بحجة السفور خير دليل على ذلك.

المشكلة ليس جسد خلود
الصحفي فتحي بن لزرق رئيس تحرير صحيفة "عدن الغد" عبر عن تضامنه مع باشراحيل.
وقال بن لزرق في تغريدة على منصة أكس رصدها "المنتصف": "مشاكلنا لا تمكن في جسد خلود أو شعرها، مشاكلنا أكبر وأعظم وأدهى وأمر".
وأضاف بن لزرق: "أمسكوا اللصوص والناهبين ومروجي المخدرات والقتلة. أودعوا  السجون من ينهبون المال العام ويثرون على حساب الشعب، طاردوا من يقطعون الكهرباء والماء ويسرقون رواتب الناس. نريد أن نرى المتلاعبين بالصرف والمضاربين بالعملة وهم خلف قضبان سجونكم. جسد خلود وشعرها ليس أساس مشكلتنا ولن يكون، وإن كانت هناك مشكلة مع شعرها حلّوها معها بالتحاور والنصح والارشاد"، مشيرًا إلى أن "الفضيلة التي بداخلنا يقتلها الجوع والفساد والسرقة والنهب.
مظاهر الجمال لا تقتل أحداً. هذه البلاد مليئة بالمجرمين واللصوص وهم أولى بالسجون والمحاكمات وليست هذه المسكينة وزوجها".

لسنا في قندهار
من جانبه قال الناشط عبدالله علي في تغريدة على منصة أكس معلقًا على تضامن فتحي بن لزرق مع خلود باشراحيل، قائلًا: "يا عالم احنا لسنا في قندهار نحن في المناطق الجنوبية ، ولسنا مع ما يخدش الحيا ولكن ليس بالسجون والتشهير، الا تدركوا أن أقبح العقاب التشهير وان وزر  هتك الكرامة امام الناس  اشد ذنبا مما فعلته خلود؟".
وأضاف: "اتقوا الله في الغلو والنفاق، البلد مليئة باللصوص اخذو من الشعب لقمة عيشه، وهم ناهبي المال العام".
بدوره قال الناشط محمد باوزير في تغريدة على منصة أكس: "اليوم خلود وغداً غيرها إذا سكتنا, من يتدخّل في سلوكيات الناس ولبسهم وحلاقة شعرهم ويفرض طريقة عيشهم بكل تأكيد لا مجال ولا مكان له في حضرموت, الحضرمي حر نفسه ولا وصاية عليه من أحد كائن من يكون, اهتمّوا بما هو يهم الانسان الحضرمي من خدمات ووفروا لهم سبل الحياة يا أعداء الحياة".

قيود حوثية على النساء
النشاط النسائي في اليمن عمومًا أصبح اليوم صعبًا ومعقدًا للغاية، حيث فرضت عصابة الحوثي قيودًا على حركة النساء في المناطق الخاضعة لسيطرتها، فهي تطلب من النساء أن يكون لهن مرافق رجل (محرم)، حتى بالنسبة للعاملات في المجال الإنساني.
وكشف فريق لجنة خبراء الأمم المتحدة في تقرير له عن اليمن، جانب "مظلم" من مهام كتائب "الزينبيات" (شبكة استخباراتية تتبع لميليشيا الحوثي) والتي تمارس مختلف أنواع الانتهاكات الممنهجة بحق النساء اليمنيات.
وجاء في التقرير أيضًا أن أعضاء الشبكة يمشين وعلى أكتافهن قاذفات صواريخ وأسلحة كلاشينكوف، وبينهن طفلات يحملن رشاشات.
وتكشف تقارير حقوقية أنّ عدد الزينبيات يتخطى أربعة آلاف امرأة، تلقين تدريباتهن بدورات عسكرية على أيدي خبراء وخبيرات من إيران ولبنان والعراق في صعدة وصنعاء وذمار وعمران.
وأطلقت عصابة الحوثي على العناصر النسائية المجندة “الزينبيات” نسبة إلى زينب بنت الحسين بن علي، على الأرجح، وهي التسمية نفسها التي جرى إطلاقها على العناصر النسائية في ميليشيات عراقية وفي ميليشيا حزب الله اللبنانية، وهي ذات المهمة التي تقوم بها المجندات في قوات الباسيج الإيرانية، على نحو يوحي باستنساخ الظاهرة بجميع تفاصيلها من إيران.
ويرى مراقبون بأن استغلال جماعة الحوثي للنساء اليمنيات سيعقبه الكثير من الانحطاط داخل المجتمع مستقبلًا.

الحوثي يختطف 1900 امرأة
وأظهرت الإحصائيات التي وثقتها منظمات حقوقية متخصصة عن عدد النساء المحتجزات قسراً في معتقلات الحوثي منذ العام 2014 بلغ نحو 1900 امرأة، بينهن حقوقيات وإعلاميات وصحفيات وناشطات، لا يزال المئات منهن قابعات خلف القضبان، حيث تم توزيعهن في السجن المركزي ومعتقلات سرية استحدثتها الجماعة في صنعاء، ومحافظات حجة وصعدة وذمار وعمران.
وتشير الإحصائيات إلى تعرض العشرات من النساء لعمليات تعذيب، واغتصاب، وهتك أعراض، وفي أحيان كثيرة يتم إخفاء المختطفات لشهور عدة وبعضهن تجاوز إخفائها قسريا أكثر من عامين.
مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية أصدر دراسة أوضحت بالأرقام مدى حجم العنف الذي تعرضت له المرأة اليمنية خلال سنوات الصراع، مما أدى إلى مقتل 1691 امرأة وإصابة 3655 امرأة.
وبينت الدراسة أن المرأة اليمنية تعرضت لانتهاكات أخرى منها المشاركة في الأعمال العسكرية والاستخبارية والقيام بعمليات تجسس لصالح المليشيات المدعومة إيرانياً، وأشارت أيضًا إلى عمليات الاغتصاب والتحرش الجنسي.