نتائج غياب الوعي والأخلاق والتخلي عن العادات والتقاليد

07:30 2024/06/23

لا يمكن أن تستقيم أو تنتظم الحياة البشرية في أي مجتمع من المجتمعات إلا بوجود وتطبيق الأنظمة والقوانين والتشريعات التى تنظم شؤون الحياة، وتضمن تحقيق الأمن، والأمان، والاستقرار، والعدل، والمساواة، وحماية حقوق الأفراد والمجتمع بشكلٍ عام.

وبدون وجود وتطبيق الأنظمة والقوانين فإن الحياة الإنسانية تتحول إلى حياة شبيهة بحياة الغابة، القوى فيها يفتك ويبطش بالضعيف، وهذا ما يحدث في الدول التى تسقط فيها الأنظمة، وتعطل فيها القوانين، وتحل فيها الصراعات والحروب، واليمن إحدى هذه الدول التي سقط فيها النظام، وحل فيها الحرب، والقتل، والخراب، والهلاك، والدمار، وكان يؤمل خلال هذه الأحداث أن تحل العادات والتقاليد اليمنية الاصيلة والنبيله والاخلاقيات الانسانيه الرفيعة التى تميز بها المجتمع اليمني على غيره من المجتمعات في مختلف العصور السابقة، محل النظام والقانون وتؤدي دورها .

ولكن للأسف الشديد، حلَّت الفوضي، وغاب معها الوعي، وضاعت الأخلاق والعادات والتقاليد، فاستشرى الفساد، ومورست أبشع الجرائم والمنكرات، وتحوّل بعض المتنفذين والمسلحين المفصعين الي جبابرة متسلطين على رقاب المواطنين الضعفاء والتجار والموظفين والمساكين، فكثر سفك الدماء، وهتك الأعراض، وإتلاف الأموال، ونهب الممتلكات، وغرقت البلاد بدماء المدنيين الأبرياء، وخاصة الأطفال والنساء، وانتشرت جرائم النهب، والنصب، والاستغلال، والتعذيب، والاعتقال، والتهجير، واحتلال المنازل، وفرض الإتاوات، والتمثيل بجثث الموتى، واختطاف الأولاد والبنات، وغيرها من الجرائم التى تقشعر لها الأبدان ..

إن هؤلاء المتسلطين الذين يعبثون بحياة اليمنيين لا يمتلكون ذرة من الرحمة والإنسانية والسماحة والحياء، ولا بلتزمون بأوامر الله وسنة رسوله الكريم، ولا يتقيدون بالعادات والتقاليد القبلية والإنسانية النبيلة. وقد اثبتت هذه الحرب البربرية بأنهم ليسوا سوى لصوص، ونصابين، وقُطاع طرق، ومجرمين، ومخربين استغلوا هذه الحرب البربرية لإشباع رغباتهم الشيطانية وغرائزهم الإجرامية وشهواتهم الساذجة والمريضة بكل بشاعة وهمجية.