بسبب أبقار اليمن تصدرت الصين اقتصاد العالم
حتى أيام قليلة مضت، لم تتمكن مراكز الأبحاث حول العالم من الإجابة عن سؤال مركزي، وهو كيف سمحت الولايات المتحدة للصين بأن ينمو اقتصادها بشكل كبير للدرجة التي أصبح فيها الاقتصاد الصيني أكبر من الاقتصاد الأمريكي، بحسب القيمة الشرائية؟.
والأكثر إثارة للدهشة، والاستغراب، هو أن أمريكا كانت السبب الرئيسي وراء تحقيق الصين لهذا الإنجاز الكبير. فمنذ الإصلاح الاقتصادي في الصين أوائل ثمانينيات القرن الماضي، أصبحت رؤوس الأموال والتكنولوجيا الأمريكية هي مصدر النهوض الصيني. حيث قامت الكثير من الشركات الأمريكية الكبرى بإنشاء مصانعها داخل الصين مثل شركة أبل، التي تصنع تلفون ايفون، وشركة تيسلا للسيارات الكهربائية، وغيرها. كما أن السوق الأمريكية كانت القاطرة التي جرت الصين للحداثة والتطوير، بفضل التسهيلات التجارية التي منحتها أمريكا للصين منذ تلك الفترة وحتى سنوات قليلة ماضية.
ومن حسن حظ العالم أن الحوثيين كشفوا قبل أيام سر نمو الصين في غفلة من الزمن ومن الأميركيين على وجه الخصوص؛ فقد كشفت خلية "التجسس الخطيرة" التي نشروا اعترافات أعضائها، أن المخابرات الأمريكية ولأكثر من ثلاثين عاما وحتى اليوم انشغلت وكرست كل وقتها وجهدها لتمنع بقر اليمن ونحله من النمو، فيما لم تخصص أي جهد يُـذكر لمنع الصين، عبر رؤوس الأموال والتكنولوجيا الأمريكية من التفوق عليها.
فقد "اعترف" "الجاسوس الخطير" المهندس الزراعي عامر الأغبري، أن المخابرات الأمريكية، وعبر منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) التابعة للأمم المتحدة، طلبوا منه نشر الأمراض بين بقر اليمن، والآفات التي تحد من نمو النحل. والغريب في الأمر أن خطط أمريكا الخبيثة لم تنجح، فقد تضاعف حجم إنتاج العسل اليمني عشرات المرات منذ بدأ "الجاسوس" الأغبري في نشر تلك الآفات، وهو ما يشير إلى أن المخابرات الأمريكية كانت من الغباء إلى درجة أنها نشرت آفات مغشوشة أدت إلى زيادة أعداد النحل وليس إلى تناقصها.
إن الاعترافات حول تآمر أمريكا عبر منظمة (الفاو) على بقر ونحل اليمن، ليست كذبة عادية ولكنها فضيحة في عالم الأكاذيب، حيث أن أكبر كذاب وأقبح نظام متوحش يخجل من نشرها. فهل من المعقول أن يكون الشغل الشاغل للمخابرات الأمريكية أن تدمر الانتاج الزراعي والحيواني لليمن، والذي لا يتجاوز حجم اقتصاده 02% من الاقتصاد الأمريكي، وتترك الاقتصاد الصيني ينمو على أكتاف أمريكا، وتصبح الصين الخطر الوجودي لها.
من المعروف أن الإنتاج الزراعي لليمن من قبل أن ينشر المهندس الأغبري الآفات وحتى الآن، لا يكفي 10% من احتياج اليمن من الغذاء. بمعنى آخر الانتاج الزراعي الضئيل لدولة متخلفة مثل اليمن، لا يمثل خطرا على إنتاج أي دولة، ومن ثم فإن من المضحك الإدعاء بأن دولة عظمى مثل أمريكا مهتمة بإعاقته، فهو معاق بطبيعته ولا يحتاج إلى معيق خارجي.
ووفقا لذلك، تعتبر كل الأقوال التي تم إجبار الضحايا على قولها باطلة تماما، وعبارة عن مسرحية لم تكشف عن غباء الحوثيين في صناعة المسرحيات فقط، وإنما قسوتهم وتوحشهم، حيث أكدت أنهم على استعداد لاستخدام أناس أبرياء، وبكل بشاعة من أجل تسويق نجاحات وهمية، ولابتزاز دول ومنظمات. وهذه الممارسات الإجرامية تؤكد لكل اليمنيين والعالم بأن هذه النبتة الخبيثة يجب إزالتها قبل أن تقوى، فزيادة قوتها تمنحها المزيد من القدرات لإلحاق الظلم والأذى بأعداد هائلة من الناس.