Image

مخطط قديم لإسقاط الدولة بتمويل وإشراف إيراني .. كيف توغل اللوبي الحوثي في وظائف الداخل والخارج؟

تشهد الساحة اليمنية هذه الفترة، نشر معلومات متعددة حول سيطرة عناصر مليشيات الحوثي الإرهابية "وكلاء ايران" على أهم الوظائف في المؤسسات والمنظمات والهيئات الدولية، وكيف استطاعت الجماعة الاستحواذ على أهم المناصب في أجهزة الدولة منذ فترة طويلة، في اطار مخطط ايراني رسم بدقة من أجل الوصول للسيطرة على الدولة واستعادة حكم الأئمة في اليمن.

البداية من المنح الدراسية
وإلى جانب ما نشره الدكتور عبد القادر الخراز، حول استحواذ عناصر حوثية على مناصب هامة في المنظمات والهيئات الدولية خاصة التابعة للأمم المتحدة والموثقة بالعديد من الوثائق، تناول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، ما اسموه "العمق السلالي في أجهزة الدولة"، والذي كان أحد اسباب تمكنهم من السيطرة على أجهزة الدولة بعد فوضى 2011، التي مولت وخطط لها خارجيًا بمشاركة ايرانية.
وتشير المعلومات، بأن اللوبي الحوثي العميق، بدأ نشاطه من خلال الدفع بأعداد قليلة من عناصرهم للاستحواذ على المنح الدراسية ذات الأهمية الاستراتيجية في الجامعات اليمنية والمنح الخارجية، على حساب المتفوقين من ابناء اليمن الآخرين بحجة أنهم من مناطق نائية كصعدة وعمران والجوف، وذمار.
وتؤكد المعلومات، أن الدفع بتلك الأعداد من الطلبة الحوثيين المنتقين بدقة وفقًا لمخطط مرسوم من كبار قادة السلالة الحوثية وممول من النظام الايراني، كان هدفه "السيطرة على الدولة" من خلال حصولهم بعد التخرج على مناصب بارزة في المؤسسات الحكومية الهامة في الداخل، ووظائف أخرى خارج البلاد.

السيطرة على كل شيء
وسعت جماعة الحوثي الإمامية وبسرية تامة، ومن خلال العمل في اطار الدولة التي كانت تضم جميع ابناء اليمن دون استثناء، في اطار حكم الرئيس الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح الذي كان يحتوي الجميع، باعتبارهم يمنيين، دون التفكير لما تخطط له الجماعة السلالية المدسوسة من ايران، والتي اظهرت الولاء للجمهورية والديمقراطية، وأخفت أحقادها ومطامعها بالعودة للإمامة البائدة.
ووفقًا للمعلومات فقد تسلل اللوبي الحوثي بغفلة إلى جميع مرافق الدولة وسيطروا على كل شيء، وأظهروا الولاء الزائف لليمن والدولة، لكي يتمكنوا من والوصول إلى أهدافهم المرسومة وفقًا للمخطط الايراني.

إغلاق مركز إيراني 
ورغم السرية التي اتبعها اللوبي الحوثي الايراني في التوغل بمؤسسات الدولة، إلا أن أجهزة الدولة تمكنت في اكتوبر 2009، وبعد تحرٍ ورصد دقيق لنشاط أحد أهم المكونات الايرانية التي كانت تعمل في صنعاء، والمتمثل "المستشفى الإيراني" حيث تم إغلاقه من قبل الأجهزة الأمنية، بعد مداهمته والعثور على وثائق تدل على دعم إيراني للحوثيين يشمل العتاد العسكري والأموال، وتتضمن معلومات حول مخطط للعمل على إطلاق حكم الامامة في اليمن، وهو نفس المخطط الذي كان ينفذ منذ سنوات قبل أن يتم إغلاق المستشفى.
ووفقًا للمعلومات حينها، فإن ايران استخدمت المستشفى مظلةً للاشراف ومراقبة تنفيذ أنشطتها الجاسوسية وإيصال الدعم للحوثيين.
وأكدت الوثائق التي تم العثور عليها في المستشفى، حقيقة العلاقة بين الحوثيين وإيران من جهة والحوثيين والحراك الجنوبي وتنظيم القاعدة من جهة أخرى، وكيف يتم الإعداد للحروب في صعدة من قبل فيلق القدس، وهو الفيلق ذاته التابع للحرس الثوري الايراني الذي يدير القتال ومناطق الحوثيين حاليًا.
وقد أظهرت الوثائق حينها ما يتم الترويج له حاليًا، وأن الخطة التي جرى الإعداد لها منذ سنوات بمباركة قائد الحرس الثوري محمد جعفر، تستهدف إقامة دولتين يسود في الأولى حكم الإمامة بزعامة الحوثي ويسود الثانية حكم جنوبي منفصل بمجموعة فصائل سياسية تمولها وتديرها إيران بشكل مباشر.

أوهام الظلام العميق 
ووفقًا للمعلومات التي يتم تداولها، فإن ما اطلقوا عليها "أوهام الظلام العميق" للحوثيين ومن ورائهم ايران، بالسيطرة على الحكم في اليمن وتنفيذ اجندتها في المنطقة انطلاقًا من الأراضي اليمنية، سوف يتم تبديدها من قبل اليمنيين الذين باتوا على قناعة تامة ودراية كاملة بمخططات ايران وأعداء اليمن في المنطقة.
ومع ذلك أقرت المعلومات بقدرة اللوبي الحوثي على ممارسة نشاطه سريًا وفي الظلام لسنوات، وحاول الوصول مرارًا الى سدة الحكم من خلال مؤامرات تم كشفها واحباطها من قبل نظام الرئيس الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح، الذي ظل يحذر اليمنيين والمنطقة من مساعي ايران وخطرها على اليمن والمنطقة.
لقد احتوت الدولة اليمنية الديمقراطية في زمن الدولة، جميع ابناء اليمن، الا ان اللوبي الحوثي ظل يعمل بسرية لتحقيق مخططه بالوصول الى الحكم من خلال خلق خلافات الكيانات السياسية البارزة في البلاد "المؤتمر الشعبي العام" واحزاب اللقاء المشترك التي انجرت وراء مخطط ايران في نهاية الأمر، لتبدأ الصراعات السياسية فيما تفرغ اللوبي الحوثي في ترتيب عناصره في مؤسسات الدولة للانقضاض على الحكم.

الخروج من تحت الطاولة
لقد ساعدت فوضى 2011 التي قادها تكتل اللقاء المشترك وعلى راسهم حزب الاصلاح "الاخوان" إلى تحقيق حلم اللوبي الحوثي وتحقيق مخطط ايران في اليمن والمنطقة، من خلال دعوتهم للمشاركة في ساحات الفوضى لاسقاط النظام.
وقد نجح الاخوان في اخراج اللوبي من تحت الطاولة إلى الواجهة، ليتم تنفيذ بقية المخطط الايراني، لكن هذه المرة ليس بسرية وعمل استخباراتي دقيق، بل بالعلن وفي وضح النهار وبالمجاهرة وحمل السلاح ضد اليمنيين.
واليوم، وبعد مرور عشر سنوات من القتال والصراع وسفك الدماء وتدمير البلاد، تسنى للحوثيين خلالها من نهب ومصادرة كل ما يتعلق بالدولة وحاولوا طمس الجمهورية، واسكات اليمنيين بطرق عدة، لكنهم فشلوا في إجبار اليمنيين على القبول بالنموذج الايراني، فاندفعت الجماعة نحو تنفيذ اخطر مرحلة من المخطط الايراني المتمثلة بالسيطرة على باب المندب والبحر الأحمر، وهو فصل يعتقد الكثير انه سيكون اكثر دموية وبداية نهاية لأطماع ايران وأذرعها في اليمن والمنطقة.