Image

انشطة أمنية وعسكرية وحقوقية غير مسبوقة .. تعز تعيش تأثيرات فتح معبر جولة القصر – الكمب

تعيش المناطق المحررة في محافظة تعز "جنوب غربي البلاد" العديد من التأثيرات التي خلفتها فتح معبر جولة القصر – الكمب – مسجد الخير في شرق المدينة قبل ايام.
وتحدثت الانباء الواردة من المدينة التي ظلت محاصرة من قبل مليشيات الحوثي الارهابية "وكلاء ايران" لأكثر من تسع سنوات، قبل ان تبادر الجماعة الايرانية وبشكل مفاجئ ومثير للتساؤلات في فتح طريق فرعي شرق المدينة، ما افرز العديد من التأثيرات التي تم تسجيلها مؤخرا.

نقاط تفتيش وجباية
ومنذ اليوم الاول لفتح الطريق، فرضت عصابة الحوثي نقاط تفتيش وغرف جبايات وتحقيق من الجهة الواقعة في اطار سيطرتها شرق المدينة، فيما عملت السلطة المحلية في المناطق المحررة الواقعة تحت سيطرة جماعة حزب الاصلاح "الاخوان" على نشر نقاط تفتش وجبايات مماثلة، ادت جميعها لعرقلة حركة المركبات وتسببت في ازدحام الطريق بشكل كبير وغير مسبوق.
كما شهدت المدينة الواقعة تحت سيطرة عناصر الاصلاح فرض اجراءات امنية على القادمين عبر المعبر، وطالبتهم بالتعريف عن هويتهم والمناطق التي سوف يزورها واسبا الزيارة وغيرها من الاجراءات التي لاقت انتقادات واسعة من قبل الناشطين والحقوقيين على مواقع التواصل.

نشاط عسكري هو الأخطر
وشهدت الايام التي تزامنت مع فتح المعبر الجديد، نشاط عسكري واسع لعناصر مليشيات الحوثي الارهابية التي استغلت فرحة ابناء تعز بالحدث وانشغالها بالاجراءات التي تحاول فرضها، وقامت بحفر خنادق وسراديب في جميع مناطق التماس في الجهة الشرقية المحاذية للمعبر.
وذكرت مصادر استطلع في الخطوط الامامية للقوات الحكومية، بانها رصدت انفاق على طول ثلاثة كيلومترات في مناطق التماس بين الجانبين شرق المدينة، إلى جانب استحداث المتارس وتقييد حركة السكان الذين عادوا إلى بعض الاحياء في مناطق التماس.
وتؤكد المشاهد المرصودة بأن الجماعة الحوثي ستلجأ إلى شن هجوم على المناطق المحررة في تعز وبقية المناطق الأخرى في حال اشتد عليها الخناق الاقتصادي والعزلة الدولية، وكلما تقلصت شعبيتهم، وهم يرتبون لذلك في جميع الجبهات بما فيها جبهات تعز ذات الاهمية الاستراتيجية للجماعة ومن خلفهم ايران على وجه التحديد.
واوضحت مصادر مطلعة في تعز، بأن النشاط العسكرية للحوثيين شرق المدينة يعد الأخطر حاليا، حيث يتم انشاء ممرات تحت الأرض تصل بالحوثة الى خلف خطوط القوات الحكومية، وكل ذلك يتم تحت اشراف خبراء ايرانيين ومن حزب الله اللبناني صحاب الخبر الكبيرة في حفر الانفاق وبناء السراديب.
واكدت المصادر، بأن الحوثيين تقدموا نحو المدينة بمسافات كبيرة، وبشكل يومي، الامر الذي يجعل الجميع يتساءل حول هدف فتح معبر جولة القصر – الكمب، بدون تنسيق ولا لجان عسكرية رسمية، وهل جاء ذلك في اطار التفاهمات والتنسيق بين جماعة الاخوان والحوثيين بهدف تسليم المناطق المحررة بتعز للحوثيين دون قتال كما حدث في نهم والجوف والبيضاء وجنوب مأرب؟

انفاق وتعزيزات 
على ذات الصعيد، ذكرت وسائل اعلام محلية، بأن مليشيات الحوثي الارهابية عمدت منذ اطلاق هدنة ابريل 2022، على اعادة ترتيب صفوف جبهاتها المختلفة، خاصة في تعز حث عمدت إلى حفر انفاق في "جبل برق" المطل على شارع الخمسين، حيث اعلنت مبادرتها لفتح طريق هناك، وجبل برق هو سلسلة جبلية تربط منطقة عصيفرة مع المدخل الغربي لمدينة تعز المحررة وبينهما شارع الخمسين.
كما عمدت المليشيات إلى حفر نفقاً ثان في الجبهة ذاتها في قمة جبل الوعش يتجاوز طوله 100 متر والتي يتمركز فيها قناصة تابعون لها، كما حفرت نفقاً ثالث في منطقة الزنوج خلال الفترة ذاتها بغرض التمكن وصولها من تلك الانفاق للالتفاف على القوات الحكومية في تلك الجبهات، تركزت اخرها في محيط جبهة الدفاع الجوي غرب المدينة.
وعمدت الجماعة الايرانية خلال نفس الفترة على استحدثت مواقع متقدمة محصنة بشكل كبير في الجبهة الغربية للمدينة، عززتها بحفر انفاق وخنادق متعددة في محيطها خاصة في جبهة البحر الاستراتيجية التابعة لمديرية مقبنة القريبة من جبهات الساحل الغربي حيث تتمركز القوات المشتركة الضاربة.
وكانت مليشيات الحوثي دفعت بتعزيزات كبيرة ومتواصلة إلى جبهات تعز المختلفة خلال السنتين الماضيتين، ضمت عناصر بشرية واسلحة ايرانية متنوعة، بينها منصات اطلاق صواريخ ومسيرات واسلحة مضادة للدروع ومتفجرات والغام وغيرها من الاسلحة التي تستخدمها الجماعة في حروبها منذ سنوات.


استعراضات زائفة
إلى ذلك وصف ناشطون على مواقع التواصل، ما تقوم به عناصر حزب الاصلاح المسيطرة على تعز المحررة، من نشر للنقاط الامنية في المعبر الجديد، والاجراءات التي تبعونها، وعمليات الاستعراض العسكري لوحدات من قوات حزب الاصلاح التابعة لمحور تعز خاصة اللواء 22 ميكا، بالقرب من مناطق التماس في معبر الكمب – جولة القصر، ما هي الا عبارة عن استعراضات زائفة ومحاولة لتضليل الاخرين بأنهم في يقظة وجاهزية لجميع الاحتمالات.

تفخيخ المدينة 
إلى ذلك يؤكد العديد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، تمكن الحوثيين من ارسال فرق وخلايا عدة خلال الايام الاولى من فتح المعبر، إلى المناطق المحررة بينهم زينبيات، لتنفيذ العديد من الاعمال الارهابية والاغتيالات وزعزعة الأمن المنهار اصلا في المناطق المحررة.
واوضحت المصادر، بأن الحوثيين عملوا على ادخال عوائل كاملة بحجة الزيارة لأقاربها، وقضاء اجازة العيد في المناطق الجميلة، الا انها عبارة عن خلايا ستقوم بأعمال وارتكاب جرائم تحت اشراف ومتابعة قيادة فرت من تعز خلال الفترة الماضية إلى مناطق الحوثيين.
وافادت المصادر، بأن الحوثيين اعتمدوا لتنفيذ تلك الاعمال المتوقعة البدء بها قريبة مبالغ مالية اضافية تحت مسميات مكافآت اضافية يتم تسليمها بالعملة المحلية وعبر شركات صرافة معروفة حتى لا يتم التشكيك بها.