Image

العيد في عدن بعد مرور أربعة أيام .. حضرت المناسبة وغابت الفرحة والمظاهر العيدية

شهدت العاصمة المؤقتة عدن، خلال الأربعة أيام الماضية من إجازة عيد الأضحى المبارك، غياب كبير لمظاهر العيد التي كانت تتميز بها المدينة في مثل هكذا مناسبات في عهد الدولة اليمنية التي تم تدميرها واسقاط نظامها من قبل الأدوات المسيطرة على المشهد اليمني حاليًا.

شوارع خاوية 
ولأول مرة تسجل شوارع مدينة عدن في عيد الاضحى، خلو شبه تام من المارة والمتسوقين والمحتفلين بالعيد، لم تعش المدينة مثل هذه الحالة خلال سنوات الدولة والنظام خاصة في الاعياد، وهي التي كانت تزدحم بالزوار خلال المناسبات العيدية، ابان عهد الدولة بقيادة الرئيس الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح.
مرت أربعة ايام من اجازة العيد، دون ان تشهد المدينة مظاهر عيدية كالتي اعتاد عليها سكان المدينة منذ سنوات، فلا زحام في الشواطئ والمنتجعات والحدائق العامة، واقتصرت مظاهر العيد هذا العام، على بعض التجمعات للشباب والاطفال في مناطق محددة، افتقدت كثيرا لحركة بيع وشراء مواد الترفيه كما كانت الأوضاع في عهد الدولة.

بلا أضاحي وملابس
ولأول مرة سجلت المدينة تراجع كبير في نسبة الأسر التي اقتنت أضاحي العيد، بسبب الغلاء وتراجع القدرة الشرائية لدى سكان المدينة، واقتصرت الاضاحي على الاسر المقتدرة او التي لديها تجارة ووظائف بالعملة الصعبة.
وتؤكد العديد من الأسر انها لم تتمكن حتى من شراء كيلو واحد من اللحم خلال العيد نتيجة ارتفاع سعره إلى اكثر من عشرين الف ريال، وذلك لعدم قدرة الاهالي على الشراء، لغياب مصادر الدخل واقتصارها على الرواتب الحكومية التي تتراوح بين ما بين 60 و100 الف ريال، ولم يطرأ عليها أي تغيير منذ سنوات الدولة، فيما ارتفت أسعار السلع والبضائع إلى اكثر من 500 بالمائة مقارنة بزمن الدولة الجميل، فضلًا عن انهيار أسعار العملة المحلية أمام العملات الأجنبية بمقدار كبير وكبير جدًا، متجاوزة 1815 ريال للدولار الواحد، فيما كانت في زمن الدولة 221 ريال للدولار.
كما شهدت المدينة تراجعًا كبيرًا في اقتناء الأسر لملابس العيد نتيجة العوز وعدم القدرة الشرائية وارتفاع الأسعار، وكلاهما متلازمين، افقدا الأسر القدرة على الفرحة بالعيد او أي مناسبة اخرى، وجعلتها تعيش في دوامة توفير القوت اليومي فقط.

ركود في التعاملات
وشهدت أيام العيد الأربعة الماضية، تراجعًا حتى في حالة البيع والشراء فيما يتعلق بمتطلبات العيد في الأماكن العامة والسواحل والحدائق، فلم تتمكن العديد من الأسر في توفير قيمة الألعاب لأطفالها في الحدائق واقتصر حضورها للمشاهد والتنزه فقط، وكذلك الحال بالنسبة لشراء ألعاب العيد، او العصائر والحلويات، حتى مُلاك المراكب البحرية "الزوارق" تحدثوا عن تراجع دخلهم من الرحلات البحرية التي كانوا ينفذوها في مثل هكذا مناسبات بشكل كبير جدا مقارنة بعهد الدولة.

فنادق فارغة ومغادرة أُسر
إلى جانب ذلك، شهدت فنادق المدينة تراجعًا كبيرًا بنسبة الحجوزات للنزلاء والزائرين على عكس السنوات التي عاشتها المدينة ابان الدولة، حيث كان يتم حجز الفنادق من قبل العيد بعشرة ايام وفقًا لعدد من مُلاك والعاملين في الفنادق. في هذا العيد شهدت عدن مغادرة العديد من الأُسر للعيد في الأرياف هروبًا من ارتفاع في درجة الحرارة مع الانقطاعات الكبيرة في خدمة الكهرباء، وتوفير لتكاليف العيد حيث يتم الاعتماد على الاسر في الريف اكثر.
فقد شوهدت شوارع واحياء عدن خالية من المارة والمتسوقين نتيجة مغادرة عشرات الاسر إلى الأرياف كريف محافظة الضالع وتعز وحضرموت، ومناطق اخرى.
ومع ذلك ظلت الاسر التي بقيت في عدن وليس لديها أي خيار للمغادرة، تعاني من ازمة الكهرباء، وتوفير اقل متطلبات العيد للاطفال الذين ظلوا يلعبون في الاحياء والشوارع بعيدا عن الحدائق والمتنزهات والسواحل.

ظاهرة العيدية
ومن ابرز المظاهر التي شهدتها أحياء عدن هذا العام، ظاهرة الاطفال الذين يطرقون ابواب المنازل للحصول على ما يسمى بـ "العيدية" الامر الذي تسبب بإحراج الكثير من الاسر لعدم قدرتها على تقديم أي مبالغ او حتى حلويات لهم.
وشكا العديد من الاهالي من هذه الظاهرة التي قالوا انها دخيلة على المدينة وتم انتشارها خلال الأربع سنوات الاخيرة، حيث كانت تقتصر العيدية بين الاسر وفي اطارها، حيث تقدم مبالغ من رب الاسرة او كبير العائلة لبقية افراد العائلة، اما ان تأتي مجموعات اطفال بين الحين والاخر ويدقون أبواب المنازل للحصول على مبالغ عيدية فهذه ظاهرة جديدة ودخيلة على المدينة وسببت استياءً واسعًا لعدد من الاسر.

العيد في عدن هذا العام حضرت المناسبة الدينية، وغابت الفرحة ومظاهر العيد عن الاهالي والاسر والمناطق الترفيهية والسياحية والمتنزهات والحدائق والشواطئ الجميلة التي كانت تكتظ بالزائرين من المناطق الشمالية للاستمتاع بالبحر والرمال والأجواء الدافئة، حيث لم تكن الكهرباء تنقطع في زمن عفاش سوى ساعة نهارا ومثلها ليلا، اما حاليا فتعود الكهرباء لأربع ساعات فقط نهارا ومثلها ليلا في احسن الاحوال.