لا نوايا لإنهاء الأزمة اليمنية بالطرق السلمية

05:07 2024/06/17

المتتبع لمراحل وأحداث الحرب اليمنية وجولات الحوار والسلام الوهميه وسلوكيات وممارسات وتحركات أطراف الصراع الداخلية خلال العشر السنوات السابقة، سوف يلاحظ مقدار التعقيد الذي أصاب الازمة اليمنية والكم الهائل من المعوقات التى اعترضت الحلول العسكرية وأعاقت وتعيق الحلول السلمية ..

فقبل أكثر من خمس سنوات كادت القوات المشتركة أن تعصف بالمليشيات الحوثية فتسارعت التدخلات الخارجية والأممية، وعملت جاهدة على توقيف الانتصارات الجمهورية، وتجميد الخيار العسكري، وفرضت على أطراف الصراع الدخول بعملية سلام شامل فعقدت اللقاءات وجولات الحوار والمفاوضات، وتم التوقيع على عدد من المعاهدات والاتفاقيات ولكن للأسف الشديد كانت نتائج تلك الاتفاقيات مخيبة للآمال، فلم يتم خلال كل تلك السنوات تنفيذ حتى بند واحد من بنود تلك الاتفاقيات.

فالمعلوم أن المليشيات الحوثية لا تؤمن بالخبارات السلمية، ولم ولن تلتزم بما أبرمته من معاهدات، ولن تنفذ أي بند من بنود الاتفاقيات وانما ستظل تماطل وتناور وتستفيد من الوقت لحشد التاييد وجمع الامكانيات، ثم تتنصل من تعهداتها والتزاماتها كما هو معروف ومعلوم في تاريخها.

وان كانت نويا المليشيات الحوثية ظاهرة وواضحة في معارضة ورفض الحلول السلمية لإنهاء الأزمة اليمنية بطريقة مباشرة، فإن نويا فصائل الشرعية غير ظاهرة ولكنها تدعم عرقلة الخيارات السلمية في إنهاء الأزمة اليمنية بطريقة غير مباشرة، وذلك عن طريق قبولها بهذه الاتفاقيات الوهمية، وبمرور هذه الفترات الزمنية الطويلة والغير منتهية دون تنفيذ البند الاول من بنود الاتفاقية السلمية، ودون وجود مؤشرات لنجاح عملية السلام التى تبدو معاقة من أول يوم من أيام ظهورها.