عيدنا الحقيقي حينما ترحل زمرة الحوثي

09:00 2024/06/16

مطلوب مني ككاتب صحفي ان ابث السعادة و الامل في يوم كهذا يبتهج العالم الاسلامي به، وأن انثر الورد على سجاد أحمر من البهاء والأحلام الوردية، ويفترض ان يكون عيد الاضحى مصدر لمقالات و استطلاعات تعبر عن فرحة العيد وابتهاج الناس بهذا اليوم العظيم، وأن يكون الفرح هو العنوان الأبرز لملامح كل الوجوه.

استطيع ان اكتب مقالات عكس الواقع وأنسج من الخيال أفراحًا لم تعد موجودة في وطني، أستطيع أن انمق الحرف والكلمات وانسجها عقدا من الأوهام، و حينها اكون خائنًا لشرف المهنة، وأبيع الوهم في واقع ليس فيه إلا الشقاء.

أن اكتب عكس ما يعيشه الوطن من مآس ، تلك هي الطامة الكبري والخداع لنفسي اولا وللناس وللوطن الكبير.

الناس في وطني اصبحت تصطنع الابتسامة و الفرحة وقلوبها أوكار من المواجع والمقاهر، من اجل الاطفال الصغار الذين مازالوا يرون في الوطن الملاذ والمرفأ، ولأنهم متدينون بالفطرة فيرون لزوم الابتهاج رغم ان كل شيء شبه معدوم، فلا كسوة العيد تحققت بيسر، و لا أضحية حصلوا عليها، و اغلب الأسر إما فاقدة لأحد افرادها او جريح، أو معوّق أو مصاب، أو معتقل لدى عصابة الحوثي الايرانية في أقبيتها المظلمة التي تجسّد مدى إجرامها بحق اليمنيين وبحق بلد مازال يأويهم رغم كل قباحاتهم وتوحشهم.

اكتب و الحزن يعتصرني، أن أغلب المفكرين و المثقفين و الإعلاميين و الادباء يقبعون في السجون اما في معتقلات الحوثيين او بمنازلهم خوف الأسر او الحاجة و التهم معروفة لدى الحوثيين اما عميل لأمريكا و إسرائيل أو يشرب الخمر.

حزين أنت يا وطني وقد تكاثرت حولك أسنّة الحراب وألسنة كل متردية ونطيحة وما أورثته لنا غواية عديمي الولاء لذرات رمالك .. حزين أنت يا ملاذ التائهين ومأوى الحائرين ومغيث الموجوعين قد جعلوا كل أقاصيك أنيناً ووجعاً ومعاناة..

هكذا صارت عناوين اليمن الحزين اليوم وصارت لوحاته مُضمخة بالموت والاعتقالات والشتات والتناحر، وعصابة الحوثي توغل  و تمجّد الإجرام والعيون التي تلمع شرراً وضغطة الزناد أقرب إلينا من حياة النفس التي (ومن أحياها كأنما أحيا الناس جميعاً).. هكذا صار حق الحياة غير مكفول لأحد وما هو متاح غير موت وحزن أصبح يشاركنا الأنفاس ويزاحمنا على نبض صار متهتك ومهترئ , بعد هذا كله يحق لنا أن نتساءل:  إلى متى سنظل مرهونين في يد عصابة استبدلت إنسانيتنا وضمائرنا بالضغائن وبروح شيطانية ساردة في البغاء والتنكيل والمزيد من التوحش والغلظة؟  

عيدنا الحقيقي حينما ترحل زمرة الحوثي.