Image

العيد في مناطق الحوثي لمن استطاع إليه سبيلا

في عيد الأضحى من كل عام ، و في مثل هذا الوقت ،  وقبل انقلاب الشؤم الذي جاءت به عصابة الإرهاب الحوثية "وكلاء إيران"، كانت صنعاء كعاصمة لليمنيين وقلبهم النابض لا تعرف الهدوء. 
كانت الشوارع والمولات والمحال ممتلئة بالمتسوقين رجالًا ونساء وأطفالًا، يأتون من كل حدب وصوب، ويخرجون محملين بما يحلو لهم من ملابس، فيما وجوه أصحاب المحال طافحة بالرضا. وها هي اليوم كالحة وقد خط الشيب صغيرها وكبيرها، حيث بالكاد يعثرون على زبون يشتري منهم.


تراجُع حركة البيع والشراء
يقول محمد علي صاحب محل خياطة أثواب في شارع القيادة: "إن حركة البيع والشراء تتراجع من سنة لأخرى إلى حد لم يعد معه الوضع يطاق"، فلم تعد مبيعات محله تغطي حتى التكاليف. 
ويضيف محمد لـ " المنتصف"، أن مواسم الأعياد كانت بالنسبة لهم حالة من الاستنفار الذي لا يعرف الهدوء على مدار الساعة، بحيث يمر على الواحد منهم أن يواصل سهره ليومين أو لثلاثة أيام على التوالي من كثر الزحمة وإقبال المشترين، يأتي الرجال مع أولادهم لشراء الأثواب الجاهزة بأشكالها وألوانها، وكنا نعمل لكل تلك الأعداد حسابها حيث لا تهدأ مكائن الخياطة من أول يوم من شهر شعبان وحتى ذي الحجة، بحيث يلبون كل الطلبات ويزيدون فوقها الضعفين لمعرفتهم بأن هناك من سيأتي لشراء أثواب جاهزة.
وتابع: "أما اليوم فها أنت ترى عدد الذين دخلوا المحل في هذه اللحظات التي نتحاور فيها، لا أحد حتى الآن وربما لن يمر أحد بمرور ساعات وساعات. هذا باعتبار ساعات ما بعد العصر هي ساعات الذروة".

محمد إسماعيل بائع ملابس في شارع هائل بصنعاء بدوره أكد لـ" المنتصف نت"، أن هناك تراجع غير مسبوق في مبيعاتهم، فالسوق المحلية لا تزال تشهد تراجعاً في إقبال المستهلكين على شراء البضائع، بما فيها ملابس ومستلزمات العيد ومنتجات أخرى، مرجعاً ذلك إلى استمرار تدني القدرة الشرائية للسكان جراء أوضاعهم المتدهورة.
وتوقع إسماعيل سبب عزوف المواطنين عن شراء ملابس العيد بفعل انقطاع المرتبات والإجراءات التي فرضتها مليشيات الحوثي، من جبايات مالية كبيرة على التجار والباعة، فضلًا عن أوضاع المواطنين المادية والمعيشية التي تسببت بها المليشيات الحوثية وكذلك الحرب المستمرة والأزمة الإنسانية الخانقة التي تعاني منها اليمن منذ سنوات طويلة كل ذلك أدى إلى تردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع أسعار المواد الغذائية والمستلزمات الأساسية، حسب قوله.

ظروف معيشية صعبة
مهيوب قاسم، رب أسرة ، يشكو من ظروف معيشية بالغة الصعوبة، حرمته الفرحة بقرب عيد الأضحى المبارك.
يقول قاسم: "نعيش أسوأ أيامنا بسبب الحرب نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة".
وأضاف قاسم الذي يعمل في تنظيف السيارات لإعالة أسرته المكونة من 7 أشخاص: "وضعنا المادي صفر ولا نملك حتى تكاليف شراء ملابس جديدة لأطفالنا أو توفير أضحية العيد".
حرمت عصابة الحوثي الإرهابية المواطنين في مناطق سيطرتها لسنوات من الاحتفال بالعيد كما اعتادوا، بشراء الحلويات والملابس الجديدة، وسط وضع معيشي وإنساني بائس وموجة غلاء في أسعار الملابس والمكسرات وحلوى العيد، وغيرها من السلع والمنتجات الأخرى.
مختار المجيدي موظف حكومي في صنعاء يقول لـ" المنتصف" إن حكومة الحوثي الغير معترف بها دوليا صرفت لهم نصف راتب نهاية الأسبوع الماضي.
وأكد مختار أن نصف الراتب الذي تسلمه لا يكفي حتى لشراء أضحية صغيرة لأفراد الأسرة المكونة من تسعة أشخاص بسبب غلاء الاسعار.

عزوف عن الشراء
مُلاك محلات الملابس، ودكاكين مكسرات العيد يشكون من كساد غير مسبوق نتيجة عزوف السكان عن الشراء، واقتصار الأمر على عدد محدود من المواطنين.
عصام قاسم عبده بائع مكسرات يقول لـ"المنتصف"، كل عام تقل القدرة الشرائية لدى المواطنين، وكل سنه تاتي أسوأ من التي قبلها.
وأكد أن الوضع كارثي على جميع أصحاب المحلات دون استثناء وباقي اشهر ونعلن الإفلاس.

"الحراج" بعد أن كان في خلال الأعوام السابقة ملاذاً وحيداً للفقراء لتوفير البهجة لأطفالهم في العيد، أصبح اليوم عصيًا على بعض الأسر المسحوقة.
يقول وليد خالد، إن العيد أصبح اليوم لمن استطاع سبيلًا، مشيرًا إلى إنه ذهب إلى حراج شعوب في العاصمة المختطفة صنعاء بغرض شراء ملابس مستخدمه لاطفاله الثلاثة.
ويضيف وليد أنه عاد إلى منزله بدون شراء أي ملابس لاطفاله بسبب غلاء الأسعار.
وأكد ان سيضطر هذا العيد إلى عدم شراء ملابس لاطفاله بسبب الأزمة المالية التي يمر بها فضلًا عن غلاء الأسعار.