لماذا تعتقل مليشيات عبدالملك الحوثي الموظفين؟

منذ انقلاب المليشيات الحوثية على الشرعية والجمهورية، والمصائب والكوارث والمآسي والأزمات تتوالى على كاهل الشعب اليمني بكل فصائله وشرائحه ومكوناته، وفي مختلف أماكن سكنه، ومقرات إقامته ومن بين هذه الشرائح المستهدفة شريحة الموظفين العاملين في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية الذين يتجرعون الويلات من ممارسات المليشيات التعسفية التى قطعت مرتباتهم، وفرضت المشرفين الأميين عليهم، وأجبرتهم على حضور الدورات الطائفية الموسمية والدورية، و أقصت العديد من أعمالهم الوظيفية ومناصبهم الإدارية ..

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد وحسب وإنما تعدى إلى ما هو أبعد وأخطر من ذلك بكثير، حيث قامت المليشيات بمضايقة وملاحقة واعتقال العديد من الموظفين، وقامت بمداهمة منازلهم وترويع أطفالهم وأسرهم وتعذيب أغلبهم والإفراج عن جثث بعضهم بعد أن فارقوا الحياة في سجونها ومعتقلاتها..

فلماذا تتعامل مليشيات عبدالملك الحوثي مع هذه الشريحة العريضة من اليمنيين بهذه القساوة والوحشية والغطرسة والقوة، وتقوم باعتقال الموظفين ورميهم في السجون شهورًا وسنينًا دون أي مبررات أو مسوغات قانونية تجيز لهم مثل هذه التصرفات والممارسات الإجرامية ؟.

ولماذا لا توجِّه لهم التهم السياسية أو الأمنية أو الوظيفية أو حتى الكيدية ؟

لأن الهدف من اعتقالهم وتعذيبهم تحقيق أهداف سياسية وطائفية ومناطقية وإدارية وفي مقدمتها حوثنة الأجهزة الإدارية والقضائية للدولة وإذلال وترعيب وترهيب الموظفين وضمان كسب ولائهم المطلق، وانضمامهم التام لقيادات الجماعة، وإزاحة بعض القيادات الإدارية التى صعب عليها إزاحتها من مناصبها بالطرق العادية وتعيين البدائل لها من العناصر التابعة والموالية لها، وجعل هذه الحالات الوحشية عبرة لكل من يحاول أن يخرج عن أهداف ومبادئ المليشيات ويعمل بكل إخلاص وأمانه ومهنية ووطنية.