مليشيا الحوثي الإيرانية تغلق الطرقات مجددًا؟
بتلقائية احتفى ابناء تعز بإنهاء أفظع وأبشع معاناة إنسانية شهدتها اليمن في تاريخها الحديث حينما قطعت عصابة الحوثي اوصال محافظتهم وكبدتهم عناء السفر والتنقل وحرمت الاخ من لقاء اخيه.
وبالتالي، نقول والفرحة تغمرنا يحق للناس الابتهاج بفك الحصار عن مدينتهم المحاصرة منذ اكثر من تسع سنوات، وهو حق أصيل من حقوقهم وعليهم أن يبتهجوا دون استثناء لأنهم انتزعوا هذا الحق انتزاعًا من بين انياب عملاء الحرس الثوري الايراني، و فكوا الحصار بنضالاتهم، و لم يُعطَ هبه، و لكن بفضل تضحيات ابناء الشعب اليمني في كل ارجاء الوطن.
وكما انه يجب أن نفرح يجب علينا اكثر تجهيز ملفات لمحاكمة كل من شارك في خلق هذه المعاناة الانسانية السيئة و محاسبة هؤلاء عاجلًا ام آجلًا، وسوف يتم لا محالة و لا أشك بذلك مطلقا، طالما مفاوضات عمان ان كانت نتائجها فك الحصار فإنها لم ولن تمنع من ملاحقة المجرمين المتهمين بحصار تعز قضائيًا.
لقد حاولت جماعة إيران استغلال ملف الطرق بشتى الطرق والوسائل، إلا أن إصرار الناس على استعادة حقهم في تلك الطرق التي شيدت في زمن الدولة او "الزمن الجميل" كما يجب ان يسميه اليمنيون، افشل خطط الحوثيين في استغلال انسانية الملف وتحويله إلى بند اقتصادي ونهب مقدرات المحافظة التي تمثل رافدًا اقتصاديًا للجمهورية اليمنية ما دفع بتلك العصابة الى إطالة أمد إغلاقها امام حركة الناس الذين تجرعوا معاناة على مدى اكثر من تسع سنوات في سلك طرق وعرة بديلة.
ورغم ان الفرحة لم تكن كاملة بفتح طرق ثانوية من قبل المستغلين والمتاجرين بمعاناة الناس، إلا أن أهمية فتح طريق ،ولو كان فرعيًا، بين شرق ووسط مدينة تعز، يعد انجاز مهم سيتم استكمال بقيته بفتح الطريق الرئيسي الحوبان – فرزة صنعاء – المحافظة، وبقية الطرق الأخرى، إلى جانب فتح المعبر الغربي للمدينة باتجاه مفرق شرعب، وهي حقوق مكتسبه لأبناء اليمن عامة وتعز خاصة، لا يجوز بأي حال من الأحوال المتاجرة بها من قبل أي طرف، حتى وان كان مرتبط ارتباطًا وثيقا بجماعات ارهابية ودول منبوذة.
ستبقى الفرحة ناقصة والطرق مغلقة إلى حين، لكنها ستُفتح طال الزمن او قصر، فالإرادة الشعبية الجماهيرية لا يمكن ان يقف في طريق ارادتها وإصرارها أحد اذا حانت الساعة لزمجرتها في وجه من استبد بها سنوات دون رحمة، ويحاول حاليًا المتاجرة بها بشكل رخيص لمواجهة معضلاته التي اجترحها بممارسته الارهابية بحرا وبرا، واوصلته الى منطقة منبوذة هي المكانة الحقيقية لأمثال تلك العصابة.
و نقول، لا يعني فتح الطرق ترك جزء من المحافظة تحت سيطرة عصابة الحوثي، فتحرير ما تبقى يظل مطلب ابناء تعز و لن يتنازلوا عنه، وسيأتي اليوم الذي تعود فيه تعز الى حضن الدولة بالسلم او بالحرب، وهنا سوف تكتمل الفرحة، وسيتنقل المواطن بين ربوع محافظتة دون ان تستوقفه نقاط التفتيش.
وفي الأخير ..
أقول أن الحوثيين وهم يتجرعون فتح الطرقات سوف يعملون بكل ما بوسعهم من أجل إيجاد مبررات لإغلاقها، و علينا توقع ذلك و لا نتفاجأ أن تطل علينا الأخبار قريبًا بعنوان، "مليشيا الحوثي تغلق الطرقات مجددًا".. فالطبع غلب التطبع، و خبرنا هذه العصابة منذ 2003م انها تلبي وثم تتملص من تعهداتها و التزاماتها، فلا غرابة فالطبع يغلب السلوك المصطنع و العميل يظل عميلا.. فُتحت الطرقات بتوجيه الحرس الثوري الإيراني حسب مخرجات مسقط، و ستُغلق قريبًا بتوجيه إيراني أيضًا.