Image

انهيار غير مسبوق لأسعار العملة المحلية "الريال".. تفاقم أزمة توفير احتياجات العيد لدى أهالي عدن

سجلت أسعار تداولات الصرف مساء الأربعاء في العاصمة المؤقتة عدن، انهيارًا غير مسبوق للعملة المحلية "الريال" أمام العملات الأجنبية، ما يفاقم الأوضاع المعيشية لأهالي عدن مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك.
وذكرت مصادر مصرفية بعدن، بأن الريال سجل انهيارًا غير مسبوق مساء الاربعاء أمام العملات الاجنبية مسجلًا 1802 ريال للدولار الواحد بيع، و1789 ريال للدولار شراء، و472 ريالا، للريال السعودي الواحد (بيع)، مقابل 471 ريالًا (شراء).

انعكاس على الأسعار
وتنعكس حالات انهيار العملة المحلية "الريال" أمام العملات الأجنبية، مباشرة على أسعار السلع الاستهلاكية والبضائع في جميع الأسواق المحلية خاصة في المناطق المحررة، ما يزيد من أزمة السكان في توفير متطلبات المعيشة اليومية ومستلزمات عيد الأضحى المبارك الذي بات على الأبواب.
ورغم ازدحام أسواق الملابس في عدن هذه الأيام بالمتسوقين، إلا أن القدرة الشرائية ضعيفة جدًا، وفقًا للباعة من أصحاب المحلات والمتجولين، مؤكدين عدم وجود إقبال على شراء الملابس كما في بقية الأعياد نتيجة العوز والفقر الذي يعيشه السكان نتيجة عدم وجود مصادر دخل كافية للأسرة في ظل ارتفاع الأسعار وتردي الأوضاع المعيشية.
ومع اقتراب العيد، تزداد ازمات الأسر في ظل ارتفاع الأسعار وقلة الدخل، وتقل الحيل لديها في توفير ملابس العيد والمستلزمات الأخرى لأفرد العائلة خاصة الأطفال، حيث تتجاوز أسعار الملابس اضعاف ما كانت عليه في عيد رمضان المبارك الماضي.

أسعار تفوق الخيال

وتقول "ام فاروق"،معلمة، في إحدى المدارس:"إن أسعار الملابس هذا العام لا تصدق، فقد تجاوزت المعقول والخيال، حيث تصل ملابس طفلة في عمر العشر سنوات الـ 53 الف ريال، دون بقية الاشياء كالملابس الداخلية والجزم، وهذا جنان".
وتتابع :" اذا كان لدى الاسرة أربعة اطفال تحتاج لتوفير ملابس عيد لهم من بدلة واحدة مع بقية الاشياء، اكثر من 70 الف، أي بواقع 280 الف ريال، في حين راتب رب الاسرة لا يتجاوز 100 الف ريال في الشهر، وهذا يجعلنا عاجزين أمام أطفالنا في توفير ملابس لهم ولو حتى من قطعة واحدة".
وعن مقارنة الحاضر بالماضي، تؤكد "أم فاروق" لـ "المنتصف"، بأنه لا يمكن مقارنة عهد ما قبل 2011 وحرب الحوثيين، بما يجري اليوم، كانت الأسعار اقل مما هو حاليا بعشرة اضعاف، أي كنا نشتري بدلة لطفل متكاملة مع الداخلي والأحذية بمبلغ لا يتجاوز عشرة الف ريال، حاليا تحتاج 80 الى 90 الف ريال، وكذلك بقية البضائع والمواد.

وجوه يعلوها الأسى 
وحين تتجول في اسواق عدن للملابس ومتطلبات العيد الاخرى كالعطور والحلويات، ترى مرتادين كثر لكنهم لا يقتنون الكثير من الاشياء نتيجة ارتفاع الأسعار وغياب القدرة الشرائية لديهم، فالكثير منهم ترى في وجه الأسى والحسرة، على عدم قدرته شراء متطلبات العيد لأطفاله وأسرته،  في ظل هذه الأسعار الجنونية للملابس والسلع والبضائع، مما يزيد أعباء ثقيلة على كاهل المواطنين الذين يعيشون في أسوأ أوضاع اقتصادية ومعيشية لا يمكن وصفها.
ومع استمرار تدهور العملة المحلية امام العملات الأجنبية، وغياب المعالجات والحلول من قبل الجهات المسؤولية، واستمرار الدهور الاقتصادي والمعيشي وغياب مصادر الدخل وفقدان الأمن الغذائي للأسرة، تتجه الأوضاع في المدينة نحو تسجيل كارثة معيشية حقيقية.

براكين غضب

يقول المختص الاجتماعي "أمجد نعمان"، لـ "المنتصف"، إن عدم قدرة المواطن من توفير متطلبات العيد كالملابس والأضحية لأسرة، ستجعله يتحول إلى قنبلة شرسة في وجه هذه الأوضاع المتردية التي تزداد تفاقمًا كل يوم.
وأكد نعمان، بأن هذه الأوضاع المتردية ستجعل من الناس تتحول إلى براكين غضب، خاصة وان الحالة وصلت لتمس قدرتهم على توفير الطعام والملابس لأطفالهم وأسرهم، ولا يوجد أي بوادر حلول يمكن ان تصبرهم، مشيرًا إلى أن تدني الأجور وغياب فرص العمل لتحسين دخل الأسر، يزيد ويفاقم من الوضع ويهدد بانهيار اجتماعي على وقع الأزمة المعيشية للأهالي.

أزمات اقتصادية تفتك بالمواطن

ترتفع أسعار الملابس في هذه الأيام مع اقتراب. العيد، ويسارع التجار الى رفع قيمة البيع، أضعاف الأيام الأخرى، فيما هناك من المواطنين، لا يفكرون بالملابس، أو الذهاب إلى الأسواق، ويفضلون المكوث في منازلهم، هكذا هو حال المواطن اليمني المقهور، من عبث الحرب، والأزمات الاقتصادية التي تفتك به يومًا بعد آخر.
وأصبحت المناسبات والأعياء الدينية والعائلة تؤرق الأسر في ظل تدهور الأوضاع المعيشية وتردي الاقتصاد، مع استمرار تدهور سعر العملة "الريال" وارتفاع الأسعار، وغياب الجهات الفاعلة للحد من تلك الأزمات، واستمرار الخلافات السياسية بين الأطراف المعنية، وتردي الخدمات خاصة الكهرباء، تحيل من حياة المواطن في عدن إلى كابوس يؤرق ويفسد عليه فرحة العيد.