الأداء الإعلامي السلبي .. وتأثيره الهدام على المجتمع العربي ..!!

02:03 2024/06/12

للأسف الشديد ........... 
من يتابع وسائل الإعلام العربية ، يدرك على الفور الأداء السلبي للعديد منها ، فبدلاً من أن تكون منابر للإيجابية والتقارب والتسامح ، أصبحت منابر للتجريح والتخوين والتشكيك ، منابر لبث سموم الفتنة المذهبية والطائفية ، منابر للكذب والدجل وتزييف الحقائق وتضليل الرأي العام ، منابر لإثارة النعرات العنصرية والمناطقية ، منابر لنشر ثقافة الكراهية والتعصب والحقد والتطرف والتشدد ' كل ذلك هو النتيجة الطبيعية ، للسقوط المريع لتلك القنوات والوسائل الإعلامية في مستنقع الإعلام السلبي الهدام ، الذي يتنافى تماماً مع كل القيم والآخلاق الدينية ، التي يحث عليها الدين الإسلامي ، ويتنافى مع العادات والتقاليد والأعراف العربية الإيجابية ، وهذا الأداء الإعلامي السلبي هو دليل على أن تلك الوسائل والقنوات قد حادت عن رسالتها الإعلامية الهادفة والإيجابية ، والمتمثلة في نشر قيم الخير والتعايش السلمي والحوار والقبول بالآخر والاعتراف بالتعدد والتنوع ، ونشر ثقافة التسامح والمحبة ، وترسيخ المبادئ والقيم والأخلاق الهادفة ، والعادات والتقاليد الإيجابية ، لبناء مجتمعات متحابة يسود فيها الإخاء والتعاون والإيجابية ..!!

وإذا استمرت تلك الوسائل الإعلامية ، في عمليات الشحن المذهبي والطائفي والمناطقي بهذا الشكل السلبي الهدام ، فإن فصولاً من الكراهية والعنف والقتل والتطرف والإرهاب ، ستكون هي الحاضرة والمسيطرة على حياة ومستقبل المجتمعات العربية حاضراً ومستقبلاً ، وللأسف الشديد كل ذلك الأداء الإعلامي السلبي يحدث في المجتمعات العربية ، رغم تعارضه الشديد ، مع التشريعات الإسلامية ، التي تُحرِّم وتُجرِّم أي شكلٍ من أشكال الأداء الإعلامي السلبي ، وتعتبر القيام بذلك خروجاً عن منهجية الدين ، وأهدافه وغاياته وأخلاقياته ' ورغم تعارضه مع العادات والتقاليد والأعراف والقيم المجتمعية العربية ' فالحذر الحذر من الإنجرار خلف تلك القنوات والمنابر الإعلامية التي تنتهج سياسات إعلامية سلبية وهدامة ، تُسيء إلى معتقداتنا وأخلاقياتنا ، وتتعارض مع عاداتنا وتقاليدنا ، وتُقوِّض التعايش السلمي في مجتمعاتنا ، وتساهم بشكل كبير في تفكيك النسيج الإجتماعي العربي ..!!

وبما أننا نعيش في عصر التكنولوجيا الإعلامية والرقمية والانفتاح الإعلامي ، وتحول العالم إلى قرية واحدة ، وصار باستطاعة كل من هب ودب فتح قنوات فضائية ووسائل إعلامية ، فإن الحل الوحيد لمواجهة ذلك ، تكمن في تحصين العقول العربية بالعلم والثقافة والوعي ، فكلما كانت العقول تتمتع بالمزيد من العلم والثقافة ، كلما كان التأثير السلبي لتلك الوسائل الإعلامية السلبية عليها قليلاً ، وكلما كانت العقول خاوية على عروشها ، كلما كان التأثير السلبي عليها كبير جداً ' وللأسف الشديد لا تزال نسبة الأمية في المجتمعات العربية مرتفعة نسبياً ، وهذا ما أتاح المجال للوسائل الاعلامية السلبية ، من تحقيق إختراق كبير في أوساطها ، وهو ما تسبب في تفشي الثقافة السلبية داخل بعض تلك المجتمعات ، وتسبب في تزايد وتيرة العنف والتطرف والكراهية ، وفي تزايد وتيرة الاصطفافات والتعصبات المذهبية والطائفية والعنصرية والمناطقية ..!!

وبذلك ..... 
فإن نقطة ضعف المجتمعات العربية ، كانت وما تزال تكمن في تدني المستوى التعليمي والتوعوي والثقافي ، وهو ما جعلها فريسة سهلة ، لوسائل الإعلام ذات الأداء السلبي ، لنشر أفكارها التدميرية والتخريبية ، وتحويل هذه المجتمعات إلى بيئات متصارعة ومتنافرة وعدوانية ، وصولاً إلى إضعافها وإنهاكها وتدمير مقدراتها ونهب خيراتها ، لتحقيق مآرب وسياسات استعمارية خارجية  ، تتعارض مع المصالح العليا للأمة العربية ، ومن أجل ذلك سيظل الإهتمام بنشر العلم والثقافة والوعي ، هو الطريق الصحيح لمواجهة السلبية الإعلامية الموجهة ، التي تحاول تدمير مقومات الأمة الحضارية ، فالعلم هو مفتاح التقدم الحضاري ، وهو القوة القادرة على أخراج هذه الأمة من مستنقع التخلف والتراجع الحضاري ، وهو السلاح المناسب لمواجهة الأداء الإعلامي السلبي ' وهو الأداة المناسبة لإنتشال الأمة من براثن التعصبات المذهبية والطائفية والمناطقية والعنصرية ، إلى رحابة العلم والفكر والعقل والمنطق والتكنولوجيا والتقدم والحضارة والبناء والتقدم والسلام والامن والاستقرار والرخاء والرفاهية ..!!