الآن حصحص الحق يا قادة الإصلاح
استبشر التعزيون بتنفس الصعداء حينما سمعوا بأن طريق الكمب- جولة القصر- الحوبان، ستُفتح وسيتحررون من الحصار "السجن"، وسيتحللون من أوزارهم ومن عذاباتهم التي تجرعوها خلال العشر سنوات الماضية من الحرب، في صراعهم مع الطرق الوعرة والمدمرة ومن طول المسافات والجبايات عبر النقاط الكثيرة المترامية على طول الطريق ، والمخاطر والحوادث الكثيرة التي خلَّفت المئات من القتلى والمصابين في كل بيت تعزي.
وعبر مبادرة بين طرفي الصراع في تعز "الحوثيين والإصلاح"، اتفقا على فتح الطريق للمواطنين، للتخفيف من العذابات التي طالتهم . وبدأت الإصلاحات لتهيئة الطريق المهملة لسنوات عدة، وتمت الإصلاحات على أساس يكون فتحها رسميًا يوم الثلاثاء والسماح للمواطنين بالعبور.
هلل التعزيون وتجمعوا وتجمهروا للعبور تصديقًا منهم للوعد، ولكنهم فوجئوا بالتأجيل من طرف قيادة الإصلاح بحجة انهم بحاجة للمزيد من الوقت لتهيئة الطريق من أجل سلامة الناس، رغم أن قيادة محور تعز اعلنوا ،الاثنين، أن الطريق جاهزة لاستقبال المواطنين.
وحقيقة، وضع الإصلاح نفسه في مواجهة محرجة ومأزق مع التعزيين بهذا التأجيل، وانكشف لهم من يريد لتعز أن تظل محاصرة العمر كله، و اتضح أنهم مازالوا يحسبون حساباتهم بمبدأ الربح والخسارة، وكم سيعود علبهم ، لأنهم سيخسرون جبايات بالملايين كانوا يتحصلون عليها من النقاط أثناء الحصار.. والآن (يتضاربوا على وضع النقاط وارباحهم منها). يا عيباه.
التعزيون لا يريدون منكم إلا طريق، ولا يريدون منكم شيئًا، حتى لو فتحتوها للماشين بأرجلهم سيمشونها لأنهم لم يذوقوا القليل بل ذاقوا الأمرين من الحصار، ومن حساباتكم للربح والخسارة التي دمرت تعز خلال السنوات الماضية، وستدمرها أكثر وأكثر.
الإصلاح الآن بين أمرين أحلاهما أشد مرارة، فعليهم الاختيار إما كسب شعبية التعزيين بعدم العرقلة لإنهاء عذابات الناس، وإما العرقلة وكسب ملايين الريالات من نقاط الجبايات وفضيحتهم أمام العالم أنهم هم المعرقلين، وانهم لا يريدون إلا عذابات المواطنين، وبالتالي ستزداد شعبية الحوثي أمام نرجسيتهم المقيتة.
الآن حصحص الحق يا قادة الإصلاح، فتداركوا انفسكم قبل أن تُحاسبوا من الشعب.