شعبٌ يُصابُ باللعنات
قبل زمن الحرب وزمن الفوضى والتغيير، كان الشعب اليمني يعيش حياة هادئة مليئة بالحب والتآخي، والمودة، والوئام، والإحترام.
كان المواطنون يمارسون كافة أشكال الديمقراطية، ويتمتعون بكامل الحرية، وكانت البلاد تنهض بصورة مستمرة وتصاعدية، وأحوال المعيشه تتحسن بصورة تدريجية.. وكان قطار التنمية والبناء والاعمار والتقدم والازدهار يسير بطريقة منتظمة ومثالية وبطرق معبدة وآمنه ..
وفجاءة وبدون سابق إنذار فقد الشعب توازنه وحكمته، وتخلى عن نعمته وراحته، وأصبح ضحية لقطاع الطرق وتجار الحروب، الذين تاجروا بحياته، وأمنه، واستقراره، وكرامته، وحرموه من حقوقه، وثرواته، ومقدرات جمهوريته، ومنحزات وحدته، وادخلوه في دائرة الحرب ودوامة الصراع، التى ضاعفت معاناته، ودمَّرت حياته، ومستقبله.
فأي لعنة هذه التى جعلته يعبث بنظامه، وحريته، ووحدته، ويعيش حياة الفوضى، والعبث، والتمزق، والشتات، والفرفة، والعداء، والخلاف؟.
وأي لعنة تلك التي ألمّت به وجعلته يتخلى عن سيادة وطنة وعن تسيير شؤون بلاده الداخلية والخارجية، ويسليم قرار مصيره ومصير بلاده لأعداء نظامه وجمهوريته ووحدته؟.
وأي لعنة حلَّت عليه وجعلته يقبل بتدمير وهيكلة مؤسسته الأمنية والعسكرية، ويستبدلها بالمليشيات الإجرامية، والتخريبية، والطائفية، والحزبية، والمناطقية؟
وأي لعنة هذه التى أصابته وجعلته مصاب بالخمول، والاستسلام، والاحباط، ومشغولاً بالبحث عن مرتباته المسلوبة، وبفتح المنافذ والطرقات المقطوعة، وبإزالة شبكات الألغام المزروعة، وبالافراج عن المواطنين، والموظفين، والسياسين، والاعلاميبن المعتقلين في جهاز الأمن والمخابرات الحوثية، وفي مختلف سجون الأطراف المتصارعة؟.
لقد حلَّت اللعنة على هذا الشعب المسكين والجبان، ولو لم تكن قد إصابته سلسلة من اللعنات لما كان خرج عن النظام والقانون، ورفض الاحتكام لكتاب الله، واحتكم للفوضى والتصعبد والإجرام، وانقاد للعملاء، والخونة، والمرتزقة، ومخلفات الإمامة، وأذيال الاستعمار .
ولما كان خرج من وضع السلام، والأمن، والأمان، والاستقرار، وقبل بوضع الحرب والموت، والهلاك, والانفلات, والازمات.. ولما كان تخلى عن حياة العزة والعدالة والمساواة، وقبل بحياة الفوضى، والعبث، والظلم، والاستعباد، والإذلال، والامتهان ..
إن الوطن لن يتعافى، والشعب لن يتخلص من هذه اللعنه إالا بالخروج من دائرة الضعف والصمت، ومواجهة منابع الكوارث والأزمات، ومصادر الموت والهلاك واللعنات.