الحقيقة كلمة مرة .. ثمة حقائق تقتضيها زوبعة جمعة الفتح

05:45 2024/06/08

دعونا نفترض صدق النوايا وصحة (زوبعة الجمعة) التي دشنها الحوثيون يوم الجمعة ، وقوبلت بردة فعل من الطرف الآخر ، وهناك من تفاعل مع التدشين ، وهناك من تأثر بردة الفعل ، غير أن الأغلبية رفضت زوبعة الطرفين ..

 ومع ذلك، دعونا نفترض حُسن النوايا بعيدًا عن السياسة وتعقيدات الحرب، وحتى لا نُصنف بأننا معيقين للفتح المبين من البعض ،كما صُنفنا سابقا بأننا اعقنا التحرير ...

وبعد تلك الزوبعة، انتشرت أخبار كثيرة إعلامية تجاوزت حدود وسائل التواصل الى مستوى رجل الشارع العادي المعزول عن الواقع.

بحسب المعلومات، ان العديد من المواطنين حشروا ،الجمعة، للمشاركة في زفة الزوبعة، وساروا تحت تأثير الدعاية المضللة لمشاهدة الشيول صاحب الدور الأبرز في الدك لركام السنين كما يعتقد البسطاء ،ومن خلفهم كاميرا توثق تحركهم ، وجرى فعل مشابه من الطرف الآخر .

لكن ثمة حقائق يجب التوقف امامها اذا ما سرنا وفق الرؤية المنحازة لزوبعة جمعة الفتح ،
وثمة تساؤلات منطقية يجب مواجهتها بمسؤولية وهي: هل سقطت المحاذير الأمنية الناتجة عن افرازات الحرب ، وسقطت قائمة المطلوبين لدى كل طرف؟ 

هل هناك من عفو عام أعلنه كل طرف حتى يسمح بعودة الناس آمنين في كلي الجهتين، والاهم المنازل والعمارات والفلل المحتلة من قبل جهابذة سلطة الامر الواقع والمؤجرة لصالح قيادات ونافذي جماعة شيبان ، وبالمقابل ممتلكات تم احتلالها او مصادرتها من جماعة الحوثي؟

وكيف سيكون حال المعابر من خارج العداد ، الخاصة بأمراء حرب شمال المدينة ذات التفاهمات البينية؟

 لكن دعونا نترك كل تلك التعقيدات جانبا ، ونسهلها على الناس ، رب قائل يقول ان الأمر مجرد تغير مسار من الاقروض الى جولة القصر فقط لاختزال الجهد واختصار الزمن ..
  
من الواضح، أن شطرً كبيرًا من شرقي المدينة سيصبح خارج دائرة العمل العسكري بمقتضى الوضع الجديد، ما قد يعيد الحياة الى أكثر الاحياء السكنية ، تتحول معها الثكنات الى بؤر شاذة تفقدها جدوى البقاء ، وهو ما لم يوافق عليه بالطبع اي من الجهتين دون ان يكون هناك اعلان رسمي عن مشروع سلام بموجبه تتوقف الحرب ، وتبدأ  المعالجة لآثارها بما فيها الذهاب الى عدالة انتقالية لتصفية آثار الصراع ..
 
ومع ذلك، دعونا نجاري الشرعية في زوبعة جمعة الفتح في تعز افتراضًا .