التخادم الإيراني- الأمريكي- الصهيوني في المنطقة العربية

04:56 2024/05/31

منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979م والصراع الإيراني الامريكي يدور في دائرة مفرغة ولم يتعدَ حدود الوسائل الإعلامية وما يدور فيها من تصريحات نارية وتهديدات كلامية ..

خمسة واربعون عامًا مرّت من العداء الإيراني- الأمريكي لم نشاهد خلالها أي مواجهات عسكرية بين الطرفين او بين القوات الإيرانية وقوات سلطة الاحتلال الصهيونية، ولم تتضرر فيها مصالحهما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ولم نلمس فيها أي ثمرة من ثمار العداء بينهما وإنما حدث العكس، وأتضح تحالفهما الوثيق على الأرض.

وقد أثبتت نتائج الأحداث التى شهدتها المنطقة العربية خلال هذه الفترة الزمنية حقيقة العلاقة الإيرانية- الأمريكية- الصهيونية، وحجم التخادم بينهم في مختلف القضايا التى شهدتها وتشهدها المنطقة والتى نفذت فيها مخططاتهم، وتنامت فيها مصالحهم ..

وقد ظهر التحالف الحقيقي بينهم لأول مرة حين غزت القوات الأمريكيه الغازية دولة العراق وسلمتها على طبق من ذهب للقوات الإيرانيه التي تعتبرها عدوة لها. وظهر أيضاً في الموقف الأمريكي الداعم لتمرد المليشيات الحوثية التابعة لإيران في اليمن، وطرق مساندتها، وتمكينها من السيطرة على شمال اليمن، وتسهيل دخول طلائع القوات الإيرانية التى بدأت تتوغل وتشق الطريق للسيطرة الكلية على اليمن، وعلى جنوب شبه الجزيره العربيه، وتنفيذ مشروع الهلال الشيعي ..

وبشكل معاكس أتضح هذا التحالف من خلال موقف إيران في أحداث قطاع غزة الأخيرة، حيث تبنت ايران دعم المقاومة الفلسطينية بشكلٍ محدود ثم رمت بها في جحيم حرب غير متكافئة، وتركتها وحيدة لتكون فريسة سهلة للقوات الصهيونية التى تمكنت من السيطرة على قطاع غزة ..

وشوهد أيضًا في قضية قرصنة المليشيات الحوثية التابعة لإيران في البحر الأحمر التي اوجدت المبرر لدخول الأساطيل والبوارج والمدمرات الامريكيه والغربية الي البحر الأحمر والتمركز فيه ..

هذا بالإضافة إلى الدعم الأمريكي للبرنامج النووي الايراني من خلال عقد الاتفاقيات وتمديدها لسنوات طويلة، وما يرافقها من صبر أمريكي استراتيجي يمكن إيران من استكمال البرنامج بسهولة .