Image

على وقع تصعيد وإجراءات الحوثيين .. تأكيدات دولية بصعوبة تحقيق السلام وتفاقم الأوضاع الإنسانية

تواصل مليشيات الحوثي الارهابية "وكلاء ايران" في اليمن، تصعيدها القتالي على مختلف جبهات الداخل اليمني، وباتجاه سفن الملاحة الدولية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، ما دفع المجتمع الدولي وعلى راسهم الولايات المتحدة للتأكيد بأن السلام بالبلاد "صعب للغاية" تحقيقه.

وذكرت الولايات المتحدة على لسان سفيرها لدى اليمن "ستفين فاجن"، بأن طريق الحل السياسي في اليمن تحيط به الكثير من الصعوبات، وتحقيق السلام لا يزال بعيد المنال في الوقت الراهن.
وقال فاجن في مداخلته أمام المنتدى السياسي الافتراضي الذي نظمه معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، الثلاثاء: "في الواقع، ترغب الولايات المتحدة في رؤية اليمن على طريق السلام والتنمية المستدامة، وأن يكون بلدًا غير مهدد للمنطقة والمجتمع الدولي، ولكن، يوجد أمامنا مسار صعب جدًا لتحقيق ذلك".
وأضاف فاجن، أن دور المجتمع الدولي في تهيئة الظروف اللازمة لتسهيل عملية السلام في اليمن هامة جداً، لكن "في الوقت الحالي، نحن بعيدون عن ذلك".

ارتفاع حدة التصعيد الحوثي
يأتي ذلك، متزامنا مع تصعيد مليشيات الحوثي عسكريا تجاه الملاحة الدولية في المنطقة، حيث شنت 6 هجمات ارهابية ضد سفن الملاحة والشحن التجاري في الممرات المائية القريبة من السواحل اليمنية خلال الساعات الماضية.
وذكرت مصادر اعلامية، بأن الجماعة استهدفت سفنا تجارية في البحرين العربي والاحمر، ووسعت عملياتها بمشاركة عناصر ايرانية وصولا إلى البحر الابيض المتوسط، تنفيذا لاستراتيجية بحرية كانت اعلنت عنها طهران مؤخرا.
داخليا، واصلت مليشيات الحوثي تصعيدها في جبهات "مأرب، وشبوة، وتعز، ولحج، والضالع، والبيضاء، والساحل الغربي"، مستخدمة اسلحة ايرانية بينها المُسيّرات.

تفاقم الأزمة الانسانية 
وتسببت الهجمات الحوثية في البر والبحر، في تفاقم الازمة الانسانية في اوساط اليمنيين، نتيجة انعدام الأمن الغذائي وتفشي الاوبئة وانتشار الامراض المعدية.
وعلى وقع الاجراءات الحوثية ضد منظمات الاغاثة الدولية، تفاقمت الأوضاع الانسانية في مناطق سيطرة الجماعة، وبات 13 مليون نسمة يعيشون أوضاعًا معيشية كارثية، وفقا لتقييمات دولية.
ومنذ نوفمبر 2023، توقفت عملية توزيع المساعدات الغذائية التي يقدمها برنامج الغذاء العالمي، وهو ما خلق أزمة كبيرة للأسر التي تعتمد بشكل كلي منذ سنوات على هذه المساعدات لسد الجوع، وبات نحو 13.2 مليون شخص يعانون اليوم من انعدام الأمن الغذائي، من بينهم 4.7 مليون باتوا في مستوى (الطوارئ)، وهي المرحلة الرابعة من التصنيف المتكامل لانعدام الأمن الغذائي (IPC 4)، والذي تواجه فيه أسرة واحدة على الأقل من بين كل خمس أسر فجوات شديدة في استهلاك الغذاء تؤدي إلى سوء تغذية حاد شديد أو زيادة في الوفيات.
وذكر تقرير لمكتب الشؤون الإنسانية التابع للامم المتحدة في اليمن "أوتشا"، بأن توقف توزيع المساعدات أدى إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي في مناطق سيطرة الحوثيين، لا سيما بالنسبة للأسر الفقيرة والنازحة التي كانت تعتمد على هذه المساعدات. 
وقال المكتب الأممي أن هناك حاجة ماسة لسد الفجوة التمويلية البالغة 170 مليون دولار من أجل استئناف توزيع المساعدات الغذائية الإنسانية في المناطق الشمالية، إضافة إلى 80 مليون دولار لضمان استمرار المساعدات حتى إعادة تشغيل أنشطة برنامج الغذاء العالمي.

تفشي الأمراض 
وفي هذا الاطار، حذرت شبكة دولية من أن التفشي الأخير والمتسارع لوباء الكوليرا في اليمن سيزيد من تفاقم الأزمة الحادة في انعدام الأمن الغذائي، خاصة لدى الأطفال.
وقالت شبكة نظام الإنذار المبكر بالمجاعة (FEWS NET)، في أحدث تقرير لها، إن: "تفشي وباء الكوليرا في اليمن بداية من شهر أبريل الماضي، يمثل قلقاً إضافياً على حالة الأمن الغذائي المتدهورة أصلاً في معظم أنحاء البلاد".
وأضاف التقرير أن الارتفاع المفاجئ والحاد في أعداد حالات الاشتباه بالإصابة بالكوليرا في معظم المحافظات أدى إلى زيادة المخاوف بشأن تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي الحاد بين ملايين السكان، خاصة بين النازحين الذين يعدون الأكثر عرضة للإصابة بالوباء بسبب "ظروفهم المعيشية المزدحمة وسوء مرافق النظافة في المخيمات".
وأشارت الشبكة إلى أن الكوليرا ترفع من حجم الإنفاق الصحي للأسر من أجل العلاج على حساب الاحتياجات الغذائية الملحة، كما أن الإصابة بالوباء قد تقلل من عدد أفراد الأسرة القادرين على كسب الدخل، ما يعني موارد دخل أقل لا تكفي لتلبية المتطلبات الضرورية للعيش.
وأوضح التقرير أن معظم المتضررين من الكوليرا في جميع أنحاء البلاد هم من الأطفال دون سن الخامسة، مما يزيد من خطر تفاقم سوء التغذية الحاد بينهم، خاصة "مع وجود 600 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم"، وفق تقارير أممية.
وبحسب أحدث إحصائية، فإن إجمالي عدد الحالات المبلغ عنها وصلت إلى 37,977 حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا في عموم المحافظات اليمنية، خلال الفترة بين 1 يناير و19 مايو 2024، أغلبها في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين في شمال البلاد، وخاصة محافظات عمران، وحجة، وصنعاء، والمحويت، والبيضاء، وذمار، وإب، وصعدة.