حلف الفضول الصبيحي
أُقيم ،الأحد، في الصبيحة حلف كحلف الفضول الذي أُقيم في مكة أيام الجاهلية، في شهر ذي القعدة عام 33 قبل الهجرة، الموافق 591 ميلادية. بين 5 قبائل من قريش، بهدف حفظ الحقوق، ونصرة المظلوم، و ردّ المظالم، وحضره الرسول صلى الله عليه وسلم مع عمومته، وقال فيه بعد البعثة "ولو أدعى به في الإسلام لأجبت".
وقد تداعت إلى الحلف 5 قبائل من قريش، وهي: (بنو هاشم، بنو المطلب، أسد بن عبد العُزَّى، زهرة بن كلاب، تيم بن مُرَّة، وواحدة من كنانة هم بنو الهون عضل والقارة)، فاجتمعوا في دار عبد الله بن جدعان التميمي، لمكانته شرفًا وسنًا، وتعاقدوا وتعاهدوا على ألا يجدوا بمكة مظلومًا إلَّا قاموا معه وكانوا على من ظلمه حتى ترد مظلمته.
وذكر في سبب الحلف أنَّ رجلًا من زبيد قدم مكة ببضاعة، واشتراها منه العاص بن وائل السهمي، وحبس عنه حقه، فاستعدى عليه الأَحلاف عبد الدار ومخزوما وجمحا وسهما وعديا فلم يكترثوا له، فعلا جب أبي قبَيس، ونادى بأشعار يصف فيها مظلوميته رافعًا صوته:
يا للرجال لمظلوم بضاعته
ببطن مكة نائي الدار والنفر
ومحرم أشعث لم يقض عمرته
يا للرجال وبين الحِجْر والحجر
إن الحرام لمن تمت كرامته
ولا حرام لثوب الفاجر الغدر.
وبمثل تلك المبادئ قام حلف "الصبيحي" على نصرة المظلوم، وإعادة الحقوق إلى أهلها، ونبذ الثارات، ويتحمل المجرم مسؤولية جرمه ولا دخل للقبيلة في جرم أي فرد من أفرادها، وأن يستوي في ذلك أهل الصبيحة ومن سكن في الصبيحة أو مر في أرضها، وردع الظالم حتى يعود عن ظلمه.
و دعا إلى الحلف الوالد محمود الصبيحي ومحافظ لحج اللواء أحمد التركي وقائد الحملة الأمنية الشيخ حمدي شكري، وقائد درع الوطن الشيخ بشير المضربي
وعدد من مشائخ الصبيحة.
واجتمعت قبائل الصبيحة في منزل الصبيحي فتحالفوا وتعاقدوا وتعاهدوا بالله على نبذ العنف بكل أشكاله وتعزيز قيم المحبة والسلام.
أمر عليه تعاهدوا وتواثقوا.. فالجار والمعترّ فيهم سالم.
وبهذا الحلف تكون الصبيحة قد ودعت نصف قرن من الثارات والعداوة والتقطعات والسلب والنهب، وبدأت عهدًا جديدًا من الأمن والاستقرار والعدالة والمساواة والتعايش الاجتماعي والقبلي، ونشر قيم المحبة والسلام والتعايش بين أبناء الصبيحة.