اليمن بلادنا وعزها عزٌ لنا
قال الله سبحانه و تعالى: (وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُواْ ۚ وَٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَآءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِۦٓ إِخْوَٰنًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍۢ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) صدق الله العظيم ..
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم مثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) رواه مسلم .
ومن هذا المنطلق فاليمن بلادنا وعزها عز لنا، وذلها ذل لنا، وحديثي هذا موجّه إلى كل الساسة اليمنيين المتخاصمين والمتصارعين، أوجه لهم الدعوة لتحكيم العقول، وأقول، إلى هنا وكفى صراعًا، وكفى تحشيدًا للقوات العسكرية من قبل كل الأطراف لأن اليمن وكافة أبناء الشعب اليمني هنا وهناك يعيشون في حالة من التوتر وعدم الإستقرار النفسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي والمعيشي .
وأقول لهم، كفى صراعًا، وكفى قتالًا، وكفى مأسيًا، وبالتالي فاليمن والشعب اليمني يعيشون في تفرقة سياسية واقتصادية وعسكرية، فعلى المستوى العسكري هناك عدة جيوش ولها مسميات مختلفة والكل يعرف تلك المسميات العسكرية لهذه القوات.
وأما على السياسات الاقتصادية فهناك عملتين مختلفتين ما بين صغير وكبير، فالعملة الصغيرة هبطت قيمتها السعرية مقابل العملات الأجنبية حتى وصل ذلك الهبوط إلى 400%، وبسبب نقل أعمال البنك المركزي اليمني من العاصمة صنعاء الى العاصمة المؤقتة عدن، وفي المناطق الأخرى عملة كبيرة قديمة قيمتها السعرية ثابتة، وبسبب تلك التصرفات الهمجية تم حرمان موظفي الدولة من مرتباتهم ولمدة ثماني سنوات، وكل طرف يُحمِّل الطرف الآخر كامل المسؤولية.
أما على مستوى العمل السياسي فجميع الأطراف مختلفين في سياساتهم ضد بعضهم البعض والسبب في ذلك الوصاية الخارجية والتي تتحكم فيها دول خارجية الخ .
فالشرعية وحلفاؤها سياستهم تتحكم فيها دول التحالف العربي وعلى كل المستويات الداخلي والخارجي .. الخ .
أما سياسة الحوثيين وحلفاءهم تختلف كثيرًا عن سياسة الطرف الآخر وتتحكم فيها إيران وبما يخدم مصالحها وبالإدعاءات الخرافية مثل ولاية الفقيه كما يدعون أنهم اولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتفريق العنصري بين الناس هذا سيد وهذا عبد، وهذا قنديل، وهذا زنبيل، وإقامة دورات ثقافية وطائفية... الخ ، ولم يصرفوا مرتبات الموظفين الا بالتقطير عليهم كل ستة أشهر يتم صرف نصف راتب .
وعليه، فإننا نطالب جميع الأطراف السياسية المتصارعة توحيد الجهود، وفتح قنوات تواصل فيما بينهم، وتحكيم عقولهم لإخراج اليمن من هذه المأسي والكوارث، وترك التحشيد في كل الجبهات، والزج بأبناء الوطن إلى القتال فيما بينهم تحت مسميات مختلفة عنصرية، وطائفية، ومناطقية، وعقائدية، ويجب أن يجعلوا اليمن نصب أعينهم، والجلوس على طاولة الحوار الوطني فيما بينهم، والعمل على لملمة الصفوف فيما بين أبناء الوطن، وتوحيد الكلمة بعيدًا عن أي مسميات مختلفة، وجعل كلمة الأمة واحدة وعلى محكم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وعلى جميع الأطراف أن تبدأ بوضع سياسة واحدة، وهي مطالبة دول العالم ومجلس الأمن الدولي برفع اليمن من تحت البند السابع والوصاية الدولية، ورفع الحصار عن المدن المحاصرة.
كما نطالب الأطراف المتصارعة بتوحيد كلمتهم، والخروج بإتخاذ قرارات صارمة ضد دول التحالف العربي، وإيران، وانتزاع قرار الوصاية منهما على اليمن، وإعادة المجد والمكانة في جميع المحافل الدولية والعربية والإقليمية مثل ما كان في عهدها السابق، لأن انتزاع الوصاية الدولية والتحالفية ستجعل كافة الأطراف السياسية المتصارعة يحلون كل القضايا، وستنتهي الأزمات، وستنطفئ نيران الحروب، والحفاظ على ما تبقى من منجزات، وبنية تحتية داخل اليمن، وإذا لم يعملوا على ذلك، وانتزاع الوصاية الدولية والتحالفية من على الوطن، فإن الصراع السياسي والقتال العسكري سيستمر بين أبناء الشعب اليمني، والذي هو ضحية تلك الكوارث والمصائب.
أما بالنسبة للقيادات فهم بعيدين كل البعد، ومتحصنين في متارسهم الخاصة، وخاصة تجار الحروب في الطرفين، الذين لا يريدون أن تنتهي تلك الأزمات والأعمال العسكرية، لأنهم مستفيدون كثيرًا .
ونسأل من الله العلي العظيم رب العرش العظيم ان يؤلف بين قلوب اليمنيين، وأن يوحد كلمتهم على الحق والدين وعلى محكم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، آمين يا رب العالمين وبحق لا اله الا الله وثقلها في الميزان..
والله من وراء القصد.