
واحدية الثورة والوحدة.. مايو في ذكرها الـ 34 ومن مدينة عدن.. شواهد حية تؤكد مقولة الزعيم الصالح "الوحدة وُجدت لتبقى"
"الوحدة وُجدت لتبقى" ، هكذا قالها الرئيس الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح في أحد خطاباته بذكرى الوحدة اليمنية 22 مايو 1990، اليوم من عدن عاصمة الوحدة اليمنية المباركة، التي انطلقت راية 22 مايو مرفرفة في سماء اليمن الكبير يوم 22 مايو 1990، وستظل ما دامت الأرض والسموات، تؤكد شواهدها الحية في نفوس ابناء عدن، وأزقة وأحياء وشوارع المدينة التي تضم في جنباتها منجزات وحدوية خالدة بخلود الوطن الممتد من المهرة إلى صعدة.
الوحدة اليمنية لم تكن وليدة مايو 90، بل تعود إلى ما قبل آلاف السنين، وما تم انجازه وإحيائه في 22 مايو 1990 من قبل الرئيس الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح، ونائبه علي سالم البيض، هو تجديد للعهد والتمسك بوحدة الأرض والانسان، وفاءً لشهداء الثورة اليمنية المباركة سبتمبر واكتوبر والـ30 من نوفمبر..
ونحن في صحيفة وموقع "المنتصف" حاولنا هذا العام نقل انطباعات عدد من سكان مدينة عدن حول الوحدة اليمنية في ذكراها الـ 34 لمعرفة ما احدثه الزمن في نفوسهم، بعد محاولة الأدوات والكيانات العميلة للخارج وعلى رأسها مليشيات الحوثي الإرهابية "وكلاء ايران" إحداث شرخ في النسيج الاجتماعي لليمنيين مستغلة ما سمى بالربيع العربي المشبوهة والمرتبط بالصهيونية والماسونية العالمية.. وخرجنا بالحصيلة التالية:
قدر حتمي لليمنيين
ونحن نتجول في شوارع عدن من مدينة إلى أخرى لمعرفة وقياس انطباعات المواطنين حول ذكرى الوحدة، وجدنا ردود فعل متباينة كثيرًا حول هذه الذكرى الخالدة، رغم أن البعض لم يعد يفضل تسميتها "بالوحدة" لما رافقها من مآسٍ على المدينة من خلال ما تسببت به الجماعات الدينية المتشددة مثل الإخوان "حزب الإصلاح" في حرب صيف 94، والحوثيين "وكلاء إيران" في حرب 2015، وفضلوا تسميتها بعهد الزعيم الصالح.
هنا في عدن، سكان المدينة يكنون الكثير من الود للزعيم الصالح وعهده الذي يصفونه بأنه افضل ما عاشوه في حياتهم خاصة كبار السن ممن عاصروا آخر أيام الاستعمار البريطاني البغيض للمدينة، او الأحداث التي تلتها جراء الصراع في اطار تكوين جمهورية اليمن الديمقراطية في شطر الوطن الجنوبي سابقًا.
أكد العديد من الذين فتحنا معهم الحديث حول الوحدة، بأنها كانت حتمية على اليمنيين، لتشكيل اليمن الكبير الذي تم النضال شمالًا وجنوبًا لإعادة لحمته التاريخية التي مزقتها الصراعات وأثرت فيها الاحداث العالمية في حقبة الاستعمار وما سبقه.
ذلك الانطباع في نفوس أغلبية ابناء مدينة عدن يبعث الاطمئنان بان الوحدة راسخة وباقية ولا خوف عليها، وان ما يدور من أحداث وأحاديث تأتي في اطار صراع المصالح والمكاسب التي افرزتها فوضى 2011 وانقلاب الحوثيين في 2014، والتي اثبتت فشلها وكشفها المواطن شمالًا وجنوبًا.
روح الوحدة طاغية
يقول "ياسين أختر" موظف سابق في أحد البنوك الأهلية بمدينة عدن: "لا يفضل الأهالي في عدن الحديث عن الوحدة، والتي يجب أن يتحول الحديث عنها، إلى الحديث عن عصر الزعيم الصالح الذي يكن له سكان عدن الكثير من الود والاحترام، يتندمون على عهده كثيرًا".
يتابع "أختر" في حيث مقتضب مع "المنتصف" حول نظرته لذكرى الوحدة 34، :" الوحدة مثّلت إعادة لم شمل اليمنيين، وهي حلم كل يمني، لكنها تعرضت لمؤامرات عدة بهدف إفشالها وما زالت تتعرض، لكن ما قدمه الرئيس علي عبدالله صالح للبلاد بعد الوحدة خاصة عدن والجنوب بشكل عام، يجعل الناس يتمسكون بالبقاء في اطار اليمن الكبير، ويرفضون الانفصال".
مخططات فاشلة
تعرضت الوحدة اليمنية لمخططات عدة من أجل إفشالها خارجيًا وداخليًا، لكن صمود اليمنيين الأحرار في مختلف بقاع اليمن الكبير، أفشل تلك المخططات والتي كان آخرها المخطط الفارسي بقيادة مليشيات الحوثي الإرهابية، فصمود الشعب شمالًا وجنوبًا ورفضه للمشروع الإيراني، يقف سدًا منيعًا أمام محاولات الانفصال التي تمارسها مليشيات الحوثي قبل الكيانات والأدوات الأخرى في الجنوب.
ومع كل قامت به الجماعة الإيرانية من محاولات لتكريس فصل الشمال عن الجنوب، ظل الإنسان في عدن على وجه الخصوص وفي اليمن عمومًا، يرفض أي فكرة للنيل من النسيج الاجتماعي لليمنيين، وأفشل جميع المخططات، وهو ما يتجسد من مقاومة الحوثيين ورفض الشعب في جميع اليمن لفكرهم الطائفي، وكذا رفض أي تدخل خارجي في شؤونه ومحاولة زرع الفتن والأزمات في بقية المناطق والتي ما زالت صامدة رغم ما تعصف بها من أزمات اقتصادية ومعيشية وغياب للخدمات.
مكسب حي لا يموت
يرى "لؤي الجعدي" موظف في مكتب الثقافة بعدن، بأن الوحدة اليمنية مكسب "حي لا يموت" في النفوس حتى وان تعرض لتشويهات او محاولة لطمسه كما يجري حاليًا، ضربنا مثالًا على ذلك، بما يردده ابناء عدن بشكل كبير، بأنهم عاشوا أفضل أيام حياتهم في عهد الرئيس علي عبدالله صالح، وحجم اطلاق الترحمات عليه في كل مكان، بوسائل النقل وفي الأسواق وفي المناسبات وفي كل مكان، وهذا دليل بأن الوحدة راسخة ومجسدة بروح الشهيد علي عبدالله صالح وباقية في نفوس العدنيين، ولن يستطيع احد محوها.
ويضيف لـ "المنتصف":" حياة الأمن والأمان والاستقرار والأسعار الرخيصة والمشاريع، والخدمات المتوفرة والرواتب التي تصرف بوقتها، وغيرها من الأمور التي تهم حياة الانسان، عشناها كعدنيين في عهد علي عبدالله صالح الذي عرفناه بالوحدة وبعد الوحدة".
يؤكد لؤي الجعدي، بأنه لن يستطيع احد محو الوحدة حتى وان تم إزالة الأعلام، وتكسير وتدمير المجسمات التي تشير إلى اليمن، ومحاولة طمس ما هو يمني في عدن، فإن "اليمن مغروسة في النفوس وفي الهوية ومؤكدة عبر التاريخ"، قد تمرض الوحدة لكنها لا تموت لدى أبناء عدن.
كسر حاجز الخوف
وانت تتحدث مع بعض اهالي عدن، تلحظ وبشكل كبير عدم خوفهم من الحديث عن الوحدة واليمن، رغم آلة البطش التي تمارسها بعض القوى المسيطرة ضد من يتحدث او يتناول تلك المواضيع، ما يعد مؤشرًا كبيرًا على بقاء الوحدة وعدم الخوف عليها.
يقول "أمجد طماش" عامل حر، من أبناء مدينة عدن، لـ "المنتصف" بهذا الخصوص، :" لم يعد هناك ما نخاف منه بعد ما ذقنا من أزمات خلال السنوات الماضية على يد تلك القوى التي تدعي انها ممثلة لنا، وأثبتت بأنها تعمل لصالح عناصرها كما هو الحال بالنسبة للحوثيين".
ويتابع :" نعيش أوضاعًا مأساوية منذ خرجنا ضد علي عبدالله صالح، لكأنه عقاب أصابنا على رفضنا نعمة الأمن والامان والخدمات التي كنا ننعم بها في عهده، ووقعنا في فخ جماعات ذات مصالح خاصة لا يعنيها المواطن البسيط، على عكس الزعيم الله يرحمه".
ويضيف: "صحيح هذه الجماعات تمارس قمع واضطهاد ضد من يعارض مشروعها، إلا أن ذلك يدل على أنها تعيش حالة خوف وأنها تمارس عمل غير مشروع وغير مقبول من الشارع والمواطنين فتلجأ الى ممارسة القمع كأنهم محتلين لنا وليسوا أصحاب مشروع مقبول ومؤيد من الجميع".
مقارنة من الواقع
ومن خلال أزمة الكهرباء التي تعيشها عدن هذه الأيام، والتي شكَّلت صدفة ومناسبة لنا لنجتمع مع عدد من الأهالي الذين يخرجون مساءً إلى الشوارع والارصفة والسواحل للبحث عن هواء بارد يمكنهم من النوم في ظل درجة الحرار المرتفعة، كان لنا حديث ومقارنة بين الوضع الحالي والسابق.
يتحدث "العم علي" من ابناء مديرية التواهي وهو في العقد السادس من عمره – متقاعد عسكري سابق لـ "المنتصف" ويقول: "لم نشهد خلال فترة حكم الزعيم صالح، خروج الناس للمبيت في الشوارع نتيجة انقطاع الكهرباء، فالخدمة كانت لا تنطفئ أبدًا، وفي حال انطفت ساعة او ساعتين في الـ 24 ساعة، نقوم بثورة واحتجاجات، فيتم معالجة الخلل خلال يوم او يومين بالكثير".
ويتابع: "اليوم الناس يتحملون 16 ساعة انطفاء وساعتين خدمة، وتكتفي باطلاق الرحمة على روح الزعيم وعهده الذي لا يمكن ان يعود أبدًا، هذه هي الوحدة وليس الاسم الذي لا يريدون منا عدم ذكرها، والصاق ما يسموه الدمار والقتل بها، في حين أنهم يمارسون اليوم اسوأ ما تعرضت له عدن فيما يدعونه".
وعدد العم علي عدد من المقارنات، قائلا :" لم نسمع في عهد علي عبدالله صالح والوحدة عن ازمة وقود، او نشتري خزانات ماء، ولا دينمات للحصول على الماء، ولا شراء الواح طاقة وبطاريات، ولم نسمع مضاربة بالعملة وتدهورها، ولم نخاف من ارتفاع الأسعار بكره، ولم يتوقف صرف المرتبات اشهر او حتى ايام بل كانت تصرف قبل نهاية الشهر".
ويستمر الحديث عما تشهده عدن هذه الأيام بالتزامن مع حلول ذكرى الوحدة اليمنية المباركة الـ 34 في 22 مايو من هذا الشهر، لمعرفة ما يعيشه المواطن في عدن، في ظل التحولات الكارثية التي شهدتها المدينة والبلاد عمومًا على خلفية فوضى 2011، وانقلاب الحوثيين في 2014..
فإلى تقرير آخر من واقع حال الوحدة من مدينتها عدن.