ارفعوا العقوبات يا مجلس الأمن

10:27 2024/05/17

يتفق الجميع معي بأن المكايدة السياسية هي من أوصلت الشعب اليمني الي هذا الوضع المتردى، وفاقمت المشاكل، وشجّعت على الإنقلاب، وقسّمت الكيانات والأحزاب الي فرق متعددة حتى أصبحت تهدد الجمهورية والوحدة والثورة، واذا لم يتم تدارك الأمر فإن القادم سيكون أسوأ بكثير.
فقد أصبح اليمن واليمنيين اليوم بحاجة ملحة لإنهاء الحرب والاقتتال والتشرذم والتفرق والانفصال.

فالمكايدة السياسية التي بدأت منذ اندلاع أحداث 2011  تحت مسمى ثورة شعبية بينما في النهاية تحوّلت إلى مخطط  انقلب في نهايته السحر على الساحر. خروج حزب الإصلاح الى الساحة حينها لم يكن من أجل مصلحة الشعب ولا مصلحة مواطن، كان يهدف من خلاله فقط كيف يتم إسقاط الرئيس علي عبدالله صالح حاملين شعار رفض التوريث، فيما كان السبب هو تخوف مشائخ القبائل وابنائهم من بقاء صالح في الحكم حتى موعد الانتخابات الرئاسية لأن صالح سيمكِّن ابنه من الرئاسة، فكان كل التخوف من صعود احمد على للرئاسة لأن احمد علي عبدالله صالح، بحسب ما كنت استطلعه كصحفي من آخرين، كانت رغبته أن يكون اليمن دوله مدنية بعيدًا عن القبيلة والمشائخ الذين يعتبرون أنفسهم وصايا على البلد وينهبون ثرواته كما كان في عهد والده، حيث كان لكل شيخ  اعتماد كبير وحصة محددة من النفط.

فمن خلال ذلك، تَولَّد حقد حزب الإصلاح مع المشائخ ومن خرجوا ومن انضموا إلى الساحات، على الأخ احمد علي عبدالله صالح الذي كان بمثابة قائد بطل هادئ، و لو كان أحد أبناء المشائخ الذين خرجوا إلى الساحات ضد صالح في موقع احمد على عندما تم محاولة اغتيال والده في اول جمعه من رجب في جامع النهدين لأحرق الساحات وأحرق البلاد بكلها.

وهذه شهادة لله ثم للتاريخ أن احمد علي عبدالله صالح "رجل دولة" ، لا يتعصب لحزب، ولا لعائلة، ولا لقبيلة..

اقول الحقيقة و ليس لي أي مصلحة منه، ولكن الحق لا بد أن يقال، مع اني لم يحالفني الحظ أن التقي به وأعرفه عن قرب واستمع إليه أو احاوره نهائيًا فقد حاولت عدة مرات مقابلته إلى  2011، طلبت من مكتبه في السواد اللقاء به، وتم تحديد موعد إلى يوم السبت العاشرة صباحًا، وتم محاولة اغتيال الرئيس يوم الجمعه فجاء اتصال من مكتبة مساء ذلك اليوم يبلغني بإلغاء الموعد، حيث والقائد في القصر إلى جانب أسرته، ومن حينها لم أحاول مرة ثانية أن ألتقيه، ولكن اكتب اليوم عن شخص سمعت عنه الكثير ممن التقوه وعرفوه ومطلع ومتتبع لكل مواقفه سواءً عندما كان والده رئيسًا أو في مرحلة ما بعد رئاسته.

فما أنا بصدد الكتابة عنه هو العقوبات التي فُرضت عليه، و لا ادري كيف قَبِل المجتمع الدولي ومجلس الأمن بضم السفير احمد علي إلي قائمة العقوبات، وهو الشخصية الوحيدة التي لم تقم بأي عرقلة للمسار السياس،  فقد عزله هادي من منصبه كقائد للحرس الجمهوري، وسرعان ما قام بالتسليم وتنفيذ القرار، وكان بيده قوة جبارة وقادر من خلالها أن يعزل هادي من الرئاسة، وينقلب على السلطة فقد كان لديه جيش وقوة جبارة لكنه سلَّم ونفَّذ القرار فور صدوره، وتم تعيينه سفيرًا في الإمارات فانتقل لأداء مهمته كسفير.
لكن المكايدة السياسية فقط هي من جعلت هادى ومن حوله يطالبون بضم السفير احمد علي إلى قائمة العقوبات.

فما الذي فعله أحمد علي يا مجلس الأمن ويا للجنة العقوبات؟

نريد منكم موقف سلبي واحد لأحمد علي عبدالله عرقل من خلاله العملية السياسية، ونحن جميعًا سنكون معكم في بقاء اسمه في قائمة العقوبات حتى قيام الساعة، لكن أن يتم ضمه ظلمًا وعدوانًا إستجابة لمكايدات سياسية وحزبية وقبلية ضيقة فهذا غير منطقي وغير مقبول. فنحن نؤمن بأن من طالبوا بضم اسمه في قائمة العقوبات فقط هم تجار الحروب لأنهم يدركون بأن احمد علي هو الشخصية التي ستنقذ البلاد، وسيلتف حوله الجميع ليكون رئيسًا للبلاد.

ارفعوا العقوبات عن أحمد علي لأن هذا أصبح "مطلب شعبي" ليس مطلب حزب أو فئة.
ارفعوا عنه العقوبات فأنتم واثقين كما تثقون باسمائكم أن ضمه في القائمه كان ظلمًا واستجابة لأطراف سياسية دون أن يكون له أي ذنب.
ارفعوا العقوبات وواصلوا العملية السياسية التي تقودونها، وعندما يكون الحسم عبر صناديق الاقتراع ستجدون الشعب بأكمله يقف إلى جانب احمد علي.
فأنتم تدركون جميعًا أن جميع اليمنيين وصلوا إلى مرحلة يتمنون فيها عهد الرئيس السابق صالح حتى من الذين خرجوا ضده إلى الساحات يطالبون برحيله أصبحوا اليوم يقولون "سلام الله على عفاش" ، لأنهم يدركون أن للدوله أهلها ولها قيادتها.

ارفعوا العقوبات يا مجلس الأمن عن أحمد علي اذا كنتم جادين في قول الحقيقة والانحياز للحق والعدالة، لا تكونوا ظالمين لشخص لم يخالف يوما أي قرار، ولم يعترف بالانقلاب الحوثي،  بالعكس هو معترف بشرعية هادى الذي طالب بضمه إلى القائمة، وبشرعية العليمي والبركاني وبن دغر وبن مبارك.

لو كان أحمد علي متمردًا على قرارات الشرعية واعترف بالانقلاب لكان اسمه خارج القائمة لأن شرعيتنا لا تؤمن إلا بمن يرفع السلاح في وجهها ويتمرد على قراراتها.

يا مجلس الأمن ويا للجنة العقوبات، طالبتكم هيئة التشاور والمصالحة الذي تمثل كل شرائح المجتمع اليمني والتي تم تعيينها بقرار من هادي لتكون مكملًا للمجلس الرئاسي، برفع العقوبات عن احمد علي لكنكم لم تلقوا لمطالبتها بال.. طالبكم مجلس شورى الشرعية برفع العقوبات لكنكم طنشتم مطالبته.. ممن تريدون المطالبة برفع العقوبات؟ من زعيم المليشيات الحوثي أو من حميد الأحمر أو على محسن أو محمد اليدومي؟. لماذا تستهترون بالشرعية ومطالبها؟ اى مجلس أمن أنتم؟، وأي لجنة أنتم؟، واي عدل تتحدثون عنه؟، واي سلام تتغنون وتتشدوقون به؟

استجيبوا لمطالب الشعب اليمني وارفعوا عن أحد مواطنيه العقوبات، فقد يكون هو الأمل الأخير لإنقاذ هذا الشعب مما هو فيه.

* رئيس تحرير صحيفة الكرامة