مراحل المقاومة في الأراضي المقدسة منذ النكبة حتى عملية طوفان الأقصى
يوم آخر بعد النكبهة وصعوبة الحياة في وطن أصبح تحت وطأة المحتل واقع مؤلم وقاسٍ، وهدم واستولى على الأرض وقتل الأنفس، هنا تتجسد حقيقة مرارة العيش في ظل ممارسات التهجير والتدمير والقتل والاعتقالات وكل الأعمال الإجراميه للعدو الصهيوني المحتل منذ احتلاله لفلسطين.
خلال الاحتلال الصهيوني، قدمت تلك الأراضي المقدسة عشرات الشهداء بسبب الأعمال الإرهابيّه الهمجيه التي مارستها قوات الإحتلال على بشر عُزَّل أبرياء، واستعراض قوتهم طوال سنوات على المدنيين، و رغم ذلك كله كان مدعومًا بالمجتمع الغربي والدولي و بصمت وجبن عالمي وانساني ليس له مسمى، سوى أنه تخاذل وخوف وانبطاح، وهذه الأشياء جعلت عملية طوفان الأقصى متميزة متفرده، وصفعه للكيان الغاصب وهزيمه أقوى مما كان يتخيل ذلك العدو.
طوفان الأقصى منجز عظيم متطور وصل إلى قمة الانتصار فكان ناشر للسعادة والكرامة والكفاح الإنسانيّ وبشرى للحريه لكل حر فاقد أملٍه وملاذ لطف للبسطاء والمظلومين في هذا الكوكب.
أن الشعب الفلسطيني الذين جعلوا من الكلمات المبعثرة نصوصاً، والنصوص المبهمة قصصاً، والقصصُ رواياتُ ثم كُتب عهد جديد للكفاح ومواصلة المقاومة حتى تحرير الأرض من رجس اليهود والصهاينه.
ليس بالضرورة أن تكون عملية طوفان الأقصى مدمرة للكيان الصهيوني المحتل أو أن تكون عنيفة حتى يُمحي هذا الكائن الصهيوني من الوجود بل إن بسالة وقوة العمليه في هكذا توقيت هو أيضًا مظهر من مظاهر القدره وصلابة القوه التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية والفصائل المجاهده وبما أن عملية طوفان الأقصى غيَّرت الصوره لهذا الكيان وخصوصًا لدى المجتمع الغربي لانها أزاحت قناع الكيان وكشفت عورته في كثير من النواحي العسكرية والسياسية والأنسانيه. ليست هذه تجربة أو إثبات البطولة لكنهم قد كسبوا ثقة العالم أجمع بمجرد النظر إلى ما يحدث من خلال الصراع الفلسطيني مع الكيان الصهيوني المحتل والغاشم .
لقد اتضح للجميع حجم المقاومة وثقلها وأهميتها في العديد من جولات الصراع مع الكيان الصهيوني في الحروب الأولى فكانت دائما تسقط فتنهض قويه وصامده ومتماسكه مزيحة للضغوط منذ النكبه التي جعلت إصرارهم بحقهم وارضهم في كل تعاملاتهم في كل الأوقات المهمة من المقاومة المسلحه والدبلوماسيه، وهذه الأفعال توحي لك بقيمة هولاء الرجال المرابطين ، ومساهمتهم في إبقاء القضيه الفلسطينيه هي القضية المركزية طيلة أطوار واعوام الصرعات المعاصرة .
رجال غزة لن أجعل منهم سيف الله المسلول خالد ولا صلاح الدين الفاتح في أيام العز للأمه، لكنهم رجال غيروا مجرى العالم ربما في تاريخ التحالفات الدولية، وحافظوا على وجود دولتهم ونضال رفاقهم في زمن قد تتدهور فيه الحقوق وسلبت وخرجوا بطوفان كانوا فيه مثل الإعصار ليصنعوا بذلك مجدًا آخرًا لهذه الأمه وبإنجاز لم نعشه من قبل.
أن هذه الشعوب التي خرجت اليوم في جميع البلدان لا تضع المقاومة الفلسطينيه في خانة العباقره المميزين ولا المبدعين ولا حتى الأفضل .. هي فقط تضعهم في خانة الأحرار المناضلين الأحبّ إليها، كلما داهمها الملل جاءت بروح هذه المقاومة حتى تنسى بها الهمّ .. قيل أن الصمود يذكر الناس بالصبر رغم المعاناة وكثرة مشاكلهم إلا في حضرة هولاء الرجال فإنهم يخففون عنك كل الآلام.. طوفان الأقصى لقد كان وصفة معنوية للمهمومين واليأئسين في هذه الأمه العربيه والإسلامية.