إلى شرعيتنا النائمة: أزمة وانقلاب أم كاميرا خفية..؟!
قد تشعر أحياناً كإنسان يمني، أن الحاصل في بلادك سياسياً لا هو أزمة ولا فيه انقلاب ولاهم يحزنون..!! وأن كل ما تم ويتم حتى الآن ومنذ تسع سنوات ما هو إلا مشهد تمثيلي، (حنب) أو تعثر المؤلف والمخرج في منتصفه، فلم يستطيعا صياغة المخرَج المناسب والنفاذ منه بطريقة سلسة ومقنعة، ترضي رغبة وغرور المتلقي، الذي أصبح اليوم في مستوى متقدم ومتطور من حيث الثقافة وطرق ووسائل التلقي، ليكون طرفاً وشريكاً فعلياً وليس مفترضاً وحسب في إنتاج المادة المعروضة..!!
بل تستطيع أحياناً أن تهرب من واقعية ما يحدث وتتحاشى الجدية قدر الإمكات، لتصل مرغماً أو راضياً لمستوى التهكم وتضع كل الاحتمالات، بما في ذلك اللامعقول والفانتازي، كأن تتساءل بينك وبين نفسك: هل من الممكن أن يكون ما يحدث واحداً من مقالب الكاميرا الخفية..؟! فمثل هذه المقالب تكون أحياناً قاسية ومخيفة، بحيث تتسبب في أضرار فادحة لبعض البشر ليتسلى بذلك البعض الآخر..!! ولن تتراجع فجأة حين تدرك أن ما وصل إليه اليمنيون من أضرار، يتعدي حتى المستوى اللا معقول..!!
كثيرة هي الأسباب والعوامل التي تجعلك تجنح للامعقول والفانتازي وحتى الخارق، وأنت تفكر في ما صار إليه حالك وحال وطنك.. فما حدث ويحدث في هذا البلد منذ ما ينيف على التسعة أعوام، كبير جداً وجلل عظيم، خصوصاً حين تضعه مع أسبابه وعوامله المدعاة في مقارنة أو موازنة معقولة، وعليك أحياناً ألا تفعل ذلك، لتحافظ ولو جزئياً على رجاحة عقلك، واتزان شخصك على الأقل أمام نفسك وأمام محيطك الاجتماعي المحدود.. فالمقارنة بين هذا وذاك تصل بك في الغالب، إلى أنك شخص يتعرض للسخرية والامتهان..!!
ولعل أكثر من يضعك في هذا الموقف هو طرف الشرعية، وهو الطرف الوحيد الذي يعول عليه واقعياً وحسب تقسيمات الأدوار، أن ينتصر لك ولوطنك وللشعب الذي تنتمي إليه، وأن يعيد الأوضاع والأحوال إلى مجاريها ومساربها الطبيعية.. ولكن حين تتبع موقفه والحال الذي وصل إليه دوره، تشعر بأسى لا حدود له.. فهذا الطرف تحول من دوره الذي يجب أن يكون الأكثر فاعلية ومبادرة، لاستعادة الوطن ولو في مظهره الأدنى، إلى طرف سلبي وساكن ينتظر الأفعال والمبادرات ليتفاعل معها تفاعلاً ليس حتى في المستوى الأدنى مما هو واجب ولازم عليه..!!
بعد كل هذا الزمن وكل هذه الخسارات والآلام والانتكاسات التي مني به اليمنيون.. ترى ما الذي ينتظره طرف الشرعية ليحقق الدور المناط لزاماً به في مكانه، بل ليلبي مطالب وطموحات الشعب الذي يعول عليه ويركن إليه..؟! ولماذا يظهر كطرف أضعف وهو الأقوى من حيث مكانته الشرعية وموقعه الدستوري والقانوني أمام الداخل والخارج، ثم من حيث حجم الشعبية الكبيرة التي تقف وراءه، والتي يتطلب موقفها منه ومعه تحقيق ما في آمالها تجاه الوطن..؟!