رفرفي يا راية الوحدة

11:31 2024/05/13

تفصلنا أيام  قليلة على 22 مايو، ذكرى قيام الوحدة اليمنية الخالدة التي تتعرض اليوم لمحاولات التشطير مجددًا، وإعادة عجلة التاريخ إلى الوراء.

نحن كشعب وقيادة أمام منعطف تاريخي خطير وأمام مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الجميع و السير على نهج مؤسس الوحدة وبأني نهضة اليمن الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح ورفاقه رحمهم الله تعالى، وذلك للحفاظ على قيم ومبادئ وثوابت وأهداف الوحدة اليمنية الخالدة.

جاءت الوحدة حصيلة لثمرة نضال شعب وقيادة  استجابت لصوت الحق والأحرار من شمال الوطن إلى جنوبه ومن شرقه لغربه.
كما كانت الحبيبة عدن حاضنة لمشروع الوحدة ورافعة سياسية للعمل ببنود إعلان الوحدة مع العاصمة صنعاء، نجدها اليوم أقرب لعهدها الماضي، فمن وقف إلى جانب مشروع الوحدة بالأمس سيبقى اليوم وغدًا وفيًا لهذا المشروع الوطني الكبير..

إن  قيام دولة الوحدة اليمنية جاءت لتؤكد على عظمة اليمن وضرورة مواجهة التحديات الأمنية والسياسية والإقتصادية التي أولتها القيادة السياسية آنذاك إهتمامًا كبيرًا وعملت على ترسيخ الأمن في جميع محافظات الجمهورية اليمنية ومفهوم الدولة الواحدة بين جميع أبناء الوطن الواحد، وإستشعارًا لمسؤولية الجميع، جاء إحياء هذه الذكرى المباركة والإحتفاء بها في هذا التوقيت بالذات الذي يحاول فيه البعض طمس هوية الوحدة.

الوحدة اليمنية في حدقات العيون وفي سويداء القلوب وفي الضمير دومًا، هي ذلك المنجز العظيم للشعب اليمني وسيصونها ويحميها من كل الأعداء.

الوحدة اليمنية أنشودة خالدة في وجدان كل يمني لأنها كانت الحلم الذي تحقق، وأعاد للوطن مساره الصحيح وملامحه البهية بعد عقود من التشظي والانشطار والشتات والمتاهات.

لقد كانت الوحدة اليمنية حلمًا يراود اليمنيين كبارًا وصغارًا رجالًا ونساء أدباء ومثقفين وفنانين، ولا سيما بعد أن عانى الشعب اليمنى مرارة التشطير والتشظي، فجاءت الوحدة اليمنية في ظل وضع معقد وظروف قاسية. وفي هذه السطور سنتناول الوحدة اليمنية من زاوية واحدة ألا وهي ارتباط النصوص الأدبية والفنية بهذا المنجز التاريخي العظيم  الذي كثر المتآمرون حوله اليوم ولكن هيهات أن ينالوا من إنجاز شعب ضحى بالغالي والنفيس من أجل الوحدة اليمنية.

لقد تغنى الأدباء والفنانون بالوحدة اليمنية قبل مجيئها وأبدعوا بأجمل الأعمال الأدبية والفنية ولنذكر على سبيل المثال لا الحصر أبرزهم 
الشاعر اليمني المناضل عبد الله عبد الوهاب نعمان
الذي مات قبل إعادة تحقيق الوحدة اليمنية بما يقارب ثمأن سنوات، قال في قصيدة النشيد الوطني الخالد:
"وحدتي وحدتي يا نشيدا رائعا يملأ نفسي
أنت عهد عالق في كل ذمة
أمتي أمتي امنحيني البأس يا مصدر بأسي
وإذخريني لك يا أكرم أمة
رايتي رايتي يا نسيجا حكته من كل شمس
اخفقي خالدة في كل قمة"..

كذلك الفنان عبد الرحمن الحداد والكلمات للشاعر الغنائي حسين أبوبكر المحضار بعنوان: 
"مايو وفي الثاني وعشرين منه يا شعبنا حققت أغلى الأماني
وبنيت فوق الجنتين ألف جنة يا شعبنا لك با نزف التهاني
لأنك تريد العز ما تقبل الهون وحدة وبالوحدة لنا النصر مضمون
حافظ على الوحدة بيسرة ويمنة يا شعبنا الشعب العظيم اليماني
وأبني صروح المجد لبنة بلبنة ما يستقيم المجد إلا لباني"

أما الفنان محمد سعد عبد الله يقدم للوحدة اليمنية عملا فنيا بلغ فيه قمة الإبداع شعرًا وغناءً وأداء:

"وحدوي ولا في مجتمعنا شاذ ولا فينا انفصالي
وحدوي ولا هذا جنوبي عاد ولا هاذا شمالي
بات يحضنا وطن وحدوي أسم اليمن
رفرفي يا راية الوحدة تملي في العلالي
على الوحدويين
وحدويون وما نرضى بوحدتنا بديل لاجلها عشنا وضحينا لها جيلا فجيل
وانتصرنا يا وطن  وحدوي أسم اليمن       
رفرفي يا راية الوحدة تملي في العلالي
على الوحدويين".

الوحدة هي الضامن الوحيد لاستقرار اليمن وأمنه واستقراره، ومهما تكالبت الظروف والمؤامرات المشبوهة ستظل الوحدة هي الراسخة والصرح الشامخ والصلب.