الوضع المأزوم
في تعز، لدينا سلطة محلية تدير الأمور بعقلية الشلة والجماعة ، ولم تستوعب حتى الآن في قاموسها مفهوم المصلحة العامة والعيش المشترك، وفي الجانب الآخر لدينا مجلس رئاسي معزول عن قضايا المجتمع ، و يعيش في حالة خلوة مع نفسه ، وصار بعيداً كل البعد عن ما يجري في المحافظات الواقعة تحت سيطرته.
نستطيع القول بأن انعزال المجلس الرئاسي عن قضايا المجتمع صار طقساً تعبدياً. هذا الطقس التعبدي لا يختلف عن طقوس رهبان الكنيسة، ومتصوفة الإسلام المغالين- الهاربين عن واجباتهم.
على أي حال ، نستطيع القول بأن هروب المجلس الرئاسي عن مسؤوليته في معالجة الوضع المأزوم الذي انتجته سلطة تعز، يكشف لنا يوم بعد يوم عدم جدية المجلس الرئاسي في استعادة القنوات القانونية لمؤسسة الدولة، ويؤكد لنا أيضا بأن المجلس هو نفسه مأزوم مثله مثل السلطة المحلية بتعز ، التي لم تستفيد من الإرث الثقافي والحضاري والإنساني المتراكم، وتجعل من تعز الأرضية التي ينطلق منها نحو بناء الدولة الاتحادية العصرية.
في الأخير، لا يمكن الحديث عن استعادة اليمن المخطوف دون إحداث حركة إصلاحات جذرية وحقيقية تعيد هيبة القانون، وتخلق نموذجاً يُقتدى به.