Image

تلويح أمريكي – خليجي وقبول إقليمي محلي .. معركة عسكرية وشيكة ضد الحوثيين

شكَّلت تصريحات وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكين، خلال اجتماعه في السعودية مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، وامين مجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي، والتي قال فيها: " أن  اعتداءات الحوثيين في البحر الأحمر تقوّض الأمن في المنطقة ، وعلينا أن نحمي حرية الملاحة في البحر الأحمر، شكلت دعوة صريحة لتنفيذ عملية عسكرية واسعة ضدهم".

وتابع وزير الخارجية الامريكي:" يجب تعزيز الجهود لتحقيق الاستقرار ومنع توسع الصراع في المنطقة ، وعلينا نحن وشركاءنا في مجلس التعاون الخليجي توفير الحماية والأمن للملاحة الدولية في المنطقة".

موقف خليجي صريح 
من جانبه قال أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربي جاسم محمد البديوي، خلال الاجتماع مع وزير خارجية امريكا :"  إن الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي في اليمن باتجاه الملاحة في البحر الأحمر ،تشكل تهديد على آمن الملاحة البحرية العالمية، ويجب ان تتوقف".
تصريحات الوزير الامريكي وامين عام مجلس التعاون الخليجي، حملت الكثير من الدلالات الكبيرة والرسائل، التي تصب في مصلحة الاعداد لمعركة الخلاص من الذراع الايراني في المنطقة.

فزع في صفوف الحوثيين
وأدت تصريحات الوزير الامريكي والمسؤول الخليجي، إلى حالة من الهستيريا في صفوف قيادات الحوثيين، ما دفع رئيس وفدها المفاوض والناطق باسم الجماعة محمد عبدالسلام للخروج بتصريحات على قناة " روسيا اليوم"، يقول فيها: " سيكون هناك رد لا يتوقعونه وسيتم استهدافهم من حيث لا يشعرون وفي أماكن لا يتوقعونها".
وتابع :" نحذرهم من على شاشتكم الانتباه من الدخول في أي مواجهة معنا، واذا كانوا لا يريدون التصعيد ان يتوسع يوقفون الحرب على غزة".
ونقل عن القيادي الحوثي البارز وعضو ما يسمى المجلس السياسي الأعلى للجماعة محمد علي الحوثي: "يجب ايصال رسالة للسعودية بأنها ستكون هدفا لو سمحت للطيران الأمريكي باستخدام أراضيها أو أجوائها ضدنا".

تحركات حوثية 
وكثفت مليشيات الحوثي من عمليات تحشيد المقاتلين بمن فيهن النساء والاطفال في مناطق سيطرتها، لكن رغم ذلك لن يكون هناك الا وضع واحد في حال انطلقت المعركة، وهو عودة الدولة ومؤسساتها الدستورية ونظامها الجمهوري، فيما ستزول وتندثر الفارسية وأعوانها إلى غير رجعة.
ويشكل اختيار توقيت المعركة، الذي يتزامن مع ارتفاع منسوب السخط والغضب والرفض الشعبي للحوثيين في مناطق سيطرة الجماعة، في ظل عمليات المضايقة وتكتيم الحريات، وتضييق المعيشة، وتكريس النهج الايراني فكريًا ودينيًا ومذهبيا وطائفيًا، اختيارًا مناسبًا لتحقيق تقدمات عاجلة.
كما يأتي التوقيت متزامنًا مع تحقيق الحكومة ضربات موجعة في اطار الحرب الاقتصادية خاصة فيما يتعلق بنقل البنوك إلى عدن، مع استمرار أزمة النقد حيث سيؤدي ذلك إلى انهيار الأوضاع النقدية والمصرفية في صنعاء، كل ذلك وأكثر مؤشرات على ان "وكلاء ايران" على زوال وقريبًا جدًا.

تقطيع وتفجير للطرق 
وخلال اليومين الماضيين ، عمدت مليشيات الحوثي الإرهابية "وكلاء ايران"، على تقطيع عدد من الطرق الرابطة بين جبهات التماس في عدة محافظات ساخنة.
وأكدت مصادر ميدانية، بأن الحوثيين قاموا بتفجير 6 جسور وحوالي 10 عبّارات في طريق الحديدة – تعز، وكذلك خط سقم، وطريق العدين، في اطار استعدادهم للمعركة التي ستكون وفقًا لجميع المؤشرات في الحديدة.
ووفقًا لخبراء محليين، فإن ممارسة الجماعة تقضي على جميع مساعي السلام، خاصة وانها استهدفت الطرق التي تعد ابرز البنود التي تم التداول حولها في جميع اللقاءات، ومن اهم بنود خريطة السلام الأممية – السعودية.
واوضح الخبراء، بأن مليشيات الحوثي استفادت من هدنة 2022، وتهديداتهم للملاحة في البحر الأحمر، في ابتزاز المجتمع الدولي والإقليمي والداخل اليمني، إلا أن عوامل وشعارات ابتزازهم انكشفت مؤخرًا، وباتوا اليوم في مواجهة مع تلك الأطراف.

رؤية أمريكية وإقليمية
وعلى المستوى الأمريكي، تشير التقارير الصحفية الواردة من هناك، إلى أن الأمريكيين يعتبرون إنهاء التهديدات الحوثية الإيرانية في البحر الأحمر تتطلب عملًا عسكريًا وسلاحًا نوعيًا لأنهائه، ويُحمّلون ايران المسؤولية بالدرجة الأولى.
من جانبها ، قالت كبيرة باحثي معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى حنين غدار في تصريحات صحفية: " إن أمريكا تتعامل مع إيران بالدبلوماسية وليس بالعمل العسكري.. وتهديدات الحوثيين في البحر الأحمر مسألة مختلفة" في إشارة إلى وجود استراتيجية أمريكية جديدة للتعامل مع الحوثيين.
من جانبه ، قال المحلل الخليجي الدكتور عايد المناع، "ان الحوثيين يُشكّلون مصدر ازعاج عالمي من خلال تهديد حركة الملاحة، ويجب إيجاد أسلحة أكثر دقة للتصدي لتهديداتهم في البحر الأحمر".
من جهته، أفاد استشاري الأمن الإقليمي والدولي في القاهرة الدكتور أحمد الشحات، بأن لدى مصر سيناريوهات للتعامل مع التوتر في البحر الأحمر ولمنع الضغط بورقة باب المندب".
محليا.. ترى مصادر عسكرية يمنية، بأن الوضع القائم ينذر بقدوم عملية عسكرية واسعة ضد الحوثيين، سيتم من خلالها فرض واقع جديد بتأييد عالمي وإقليمي، وان الشعب اليمني سيكون الطرف المساند الأقوى فيها.
ويؤكدون بأن الحوثيين فشلوا في كسب الرأي العام الداخلي إلى صفوفهم، من خلال ممارستهم ، وخداعهم ، وتنصلهم عن كل اتفاق ، ورفضهم لكل جهود السلام، وطريقة ادارتهم لمناطقهم التي اوصلوها إلى حافة المجاعة، فهم جماعة مراوغة تعتمد الهدن  مجرد تكتيك للخروج من مأزق عسكري ، لتعود للتصعيد وإهلاك الحرث والنسل بعدها، خدمة لإيران واهدافها ومشروعها في المنطقة، دون مراعاة لليمنيين او حتى إقامة وزن لأرواحهم وابنائهم.