أتباع إيران المضحوك عليهم
لو صدقت إيران كذبتها فذلك من حقها. غير أن حكاية الآخرين مع تلك الكذبة تستحق أن يتأملها المرء من غير أن يسبق تأملاته بأحكام جاهزة. وإن كان أولئك الآخرون لا ينكرون الحقيقة التي تستند عليها تلك الأحكام كونهم مجرد أتباع لا يملكون الإرادة المستقلة في رؤية الوقائع واتخاذ مواقف محايدة منها
منذ أن بدأ التدخل الإيراني المباشر في الحرب السورية وإسرائيل توجه ضربات إلى الأراضي السورية، كان القصد منها تدمير قواعد للحرس الثوري أو قتل عدد من ضباطه الذين يعملون بصفة خبراء أو تفجير مخازن أسلحة إيرانية في محيط مطار دمشق. في كل تلك الحالات لم تقل إيران كلمة بالرغم من أنها لم تخف جنازات ضباطها الذين يُقتلون في سوريا عن الإعلام.
ما فعلته إيران لم يكن سوى حفلة تنكرية. ما وصل من مسيراتها وصواريخها إلى إسرائل لم يُحدث أي أثر يُذكر. أما ما لم يصل فقد كان في الجزء الأكبر منه ينطوي على حكايات فكاهية. فبعض الصواريخ والمسيرات لم ينطلق أو أنه سقط على الأراضي العراقية أو أنه أُسقط في المجال الجوي الأردني. وكان متوقعا بعد تلك الحفلة أن تُعلن القيادة العسكرية الإيرانية أنها حققت أهدافها. ولكن لمَ لم يتساءل أحد من التابعين لإيران عن تلك الأهداف وقد امتنعت إيران عن ذكرها؟ فذلك يعود إلى قوة وعمق عمليات غسيل الدماغ التي تعرضوا لها. فهم مؤمنون بإيران حتى ولو كانت تضحك عليهم.