Image

بعد عزوف الطلاب عن المشاركة فيها .. الحوثيون يستخدمون الابتزاز لتحقيق حلم الإمامة عبر المراكز الصيفية

تمارس مليشيات الحوثي الارهابية "وكلاء ايران"، عملياتها القذرة لإجبار طلاب المدارس في مناطق سيطرتها للمشاركة في مراكزها الصيفية المشبوهة التي دشنتها السبت الماضي وسط عدم إقبال من قبل طلاب المدارس.
ولتحقيق أهدافها المذهبية والارهابية والطائفية من المراكز الصيفية، وعلى خلفية رفض وضعف المشاركة فيها، أكدت مصادر تربوية ومجتمعية، قيام الحوثيون بعمليات ابتزاز بحق طلاب المدارس خاصة الثانوية منها، حيث حرمتهم من نتائج الاختبارات واشترطت تسليمها بمشاركة الطلاب في تلك المراكز المشبوهة.
كما استخدمت إغراءات للطلاب الفاشلين "الراسبين"، واشترطت مشاركتهم في المراكز الصيفية مقابل تغيير نتائجهم من "راسب "، إلى "ناجح"، فيما استخدمت التهديدات بحق الأُسر الرافضة إرسال ابنائها إلى تلك المراكز التي تمارس فيها أنشطة مشبوهة، بتهديدهم بحرمان طلابهم من الالتحاق بالدراسة العام الدراسي المقبل.

وسائل حشد كاذبة
ومن الإغراءات والوسائل الأخرى التي استخدمتها الجماعة في محاولاتها استدراج الأطفال إلى المراكز الصيفية، تقديم وعود بتحسين درجاتهم في امتحانات نهاية العام الدراسي، وإعفاؤهم من الرسوم في العام الدراسي المقبل، وإغراؤهم بالحصول على مكافآت مختلفة مثل الرحلات والهدايا والجوائز.
واكدت مصادر مجتمعية، بأن عددًا من الأُسر الفقيرة وهي كثيرة في مناطق الحوثيين، تلقت وعوداً بالحصول على سلال غذائية بمجرد إلحاق أبنائهم بالمراكز الصيفية، إلى جانب استخدام "عقال الحارات" لتنسيق الجهود في إقناع الأهالي بدفع أبنائهم إلى تلك المراكز.

مراكز لتعويض قتلاهم 
وتؤكد مصادر مطلعة، بأن الحوثيين يسعون لتجنيد اعداد كبيرة من طلاب المدارس الملتحقين بالمراكز الصيفية خاصة طلاب مرحلة الثانوية، لتعويض خسائرهم في جبهات القتال خلال السنوات الأخيرة، والتي سجلت خلال العام الماضي 2023، مصرع 917 عنصراً حوثياً في جبهات القتال مع القوات الحكومية.
وخلال الاسبوع الماضي، أقّرت الجماعة بمصرع 12 من عناصرها المنتحلين رتبًا عسكرية عليا، بينهم أحد ابرز قادتها المقربة من عبدالملك الحوثي زعيم الحركة، المدعو أحمد ناصر العياني المكنى "أبو طه الصنعاني" والمنتمي لسلالة زعيم الجماعة، وينحدر من منطقة الشعف في مديرية ساقين محافظة صعدة، حيث أوكلت إليه عدة مهام ميدانية وعسكرية من أبرزها تعيينه نائباً لمدير الاستخبارات في صعدة، وعُيّن مؤخراً في وحدة الدفاع الجوي والطيران المسيّر التابعة للجماعة.
وكانت تقارير محلية كشفت مؤخرًا عن تكبد الحوثيين أكثر من 75 قتيلاً بينهم قادة ومشرفين ميدانيين في جبهات عدة، خلال ينار الماضي.
وطبقاً للتقرير، فإنه رغم التهدئة الميدانية المستمرة للسنة الثالثة، فإن الجماعة مستمرة في التصعيد بمختلف الجبهات، حيث تواصل قصف مخيمات النازحين ومنازل المدنيين قرب خطوط التماس.

موجة استقطاب أطفال
ومن خلال تدشينها ما يسمى بالمراكز الصيفية التي جاءت هذا العام بعد ان قامت الجماعة بتقديم الاختبارات واختصار العام الدراسي، في اطار تنفيذها حملات تحشيد قتالية خاصة في صفوف الاطفال، رغم التحذيرات الحكومية والحقوقية المحلية والدولية.
وتنظم الجماعة الموالية لإيران، كل عام، مراكز صيفية أشبه بالمعسكرات المغلقة؛ لاستخدامها في استقطاب الأطفال للانضمام إليها، وتجنيدهم في صفوفها، وإرسال الآلاف منهم إلى جبهات القتال، بحسب ما جرى توثيقه خلال الأعوام الماضية عبر تقارير حقوقية محلية ودولية، ووفقاً لشهادات عائلات كثيرة ممّن تم تجنيدهم، أو إفادات العائدين من تلك الجبهات.

تحذير رسمي 
جددت الحكومة اليمنية تحذيرها من مخاطر المراكز الصيفية التي تستغلها الجماعة الحوثية لنشر أفكارها، وغسل عقول الأطفال بشعاراتها الطائفية وثقافة الحقد والكراهية، وتحويلهم إلى أدوات للقتل والتدمير، ووقود لمعاركها التي لا تنتهي، وقنابل موقوتة تمثل خطراً على النسيج الاجتماعي اليمني، والأمن والسلم الإقليميَّين والدوليَّين.
وأشارت إلى أن تلك المراكز "معسكرات" تأتي بعد حملات الحشد والتعبئة التي تنفذها الجماعة الحوثية منذ شهور "مستغلة مسرحياتها في البحر الأحمر ومزاعم نصرة غزة"، بينما تقتل اليمنيين وتدمر بلادهم وتتحرك بصفتها إداة إيرانية لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد المصالح الدولية.

ربع قرن من تحشيد الأطفال
وذكرت تقارير صحفية، بأن مليشيات الحوثي تعمل منذ ربع قرن تقريباً في حشد الأطفال للقتال، والتي بدأت بمحافظة صعدة قبل العام 1991، من خلال احتضان المحافظة مخيمات صيفية مذهبية للمرة الأولى منذ الإطاحة بنظام حكم الإمامة البائد في شمال البلاد، مثَّلت تلك المخيمات البذرة التي نبتت منها حركة الحوثيين التي تحولت بعد 11 عاماً من ذلك التاريخ إلى حركة تمرد مسلحة ضد السلطة المركزية، وأدت أسباب داخلية وخارجية إلى تمكينها من الاستيلاء على العاصمة اليمنية صنعاء بعد 10 أعوام من بداية التمرد.
هذا التاريخ يفسر استماتة الحوثيين لإقامة المخيمات الصيفية حتى اليوم، وتمويل برامجها والعاملين فيها، وتوجيه كل إمكانات ومؤسسات الدولة في مناطق سيطرتهم لخدمتها، في حين أن المعلمين في مدارس التعليم مرغمون على العمل منذ 9 أعوام دون مرتبات، ويفرض على الطلبة دفع تكاليف الكادر الإداري الذي فرضه الحوثيون في المدارس للإشراف على إحداث تغيير مذهبي في تلك المناطق.
ففي عام 1991، وبينما كان الاستقطاب السياسي في قمته، في ظل السماح بالتعددية الحزبية حيث سمح حينها بإقامة ما سمي حينها "منتدى الشباب المؤمن"، وهي حركة هدفها الواضح هو إحياء المذهب الزيدي بما فيه من نصوص تحصر حق الحكم في السلالة التي ينتمي إليها الحوثي، والتي قامت الثورة ضدها من قبل اليمنيين  في ثورة 26 سبتمبر 1962.

انتماء سلالي
وتؤكد مصادر يمنية مطلعة، بأن غالبية المشاركين في الدورات الصيفية التي كانت الجماعة تقيمها خلال العقود الماضية، كانت تضم أبناء الأسر التي تشترك مع الحوثيين في الانتماء السلالي، وتؤمن بحصر الحكم في هذه السلالة، ويقول إن هذا تبيّن بعد ذلك حينما حاول بعض قادة "منتدى الشباب المؤمن" الاستحواذ على المنتدى، وعدم الالتزام بأحقية الجماعة في الحكم، حيث تمكّن حسين الحوثي من السيطرة على المنتدى وإدارته.
وتشير المصادر، إلى انه كان يجري ارسال المشاركين في المخيمات من السلالين، من قبل أُسرهم في المحافظات الأخرى وحتى من خارج البلاد، إلى المخيمات أو من سكان مناطق محافظتي صعدة وحجة الذين كانوا لا يزالون تحت سيطرة الفكر الإمامي، وعليه كان من السهل على حسين الحوثي في 2001 السيطرة على المنتدى.
ووفق ما ذكره المسؤول، فإن رجال أعمال من صعدة ومن سلالة الحوثي كانوا يتحملون نفقات هذه المخيمات، ذلك أن أغلب التجار في صعدة كانوا يعملون في تجارة الأسلحة أو المبيدات، وأن هؤلاء تحولوا فيما بعد إلى مزودين للجماعة بالأسلحة، حيث ظلت محافظة صعدة تحتفظ بسوق شهيرة لبيع الأسلحة علناً بمختلف أنواعها " والمعروف بسوق الطلح".
ولهذا تركز الجماعة على المخيمات الصيفية؛ لأن المعلمين من عناصرها العقائديين، وهم من يضعون ما يُدرَّس في تلك المخيمات، كما أن الملتحقين فيها هم من المراهقين من طلاب التعليم الأساسي الذين يمكن التأثير فيهم.