Image

مع تدفق الأسلحة الإيرانية .. تحركات أممية – أمريكية بشأن إحراز تقدم في خريطة السلام المعلنة

شهدت الساعات القليلة الماضية، تحركات أممية – أمريكية بشأن تحقيق إحراز تقدم في خريطة الطريق الأممية التي أعلنت نهاية العام الماضي، وأفشلتها مليشيات الحوثي الارهابية بشنها هجمات على سفن الملاحة في البحر الأحمر لتنفيذ مخططات ايران في المنطقة.


وذكر مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبيرغ، في بيان مقتضب له، الاثنين، ان المبعوث ناقش مع مجموعة من كبار المسؤولين العمانيين في مسقط، سبل إحراز تقدم في خارطة الطريق الأممية لليمن وضرورة خفض التصعيد في منطقة الشرق الأوسط على نطاق أوسع، دون مزيد من التفاصيل.
وكانت مصادر اعلامية يمنية، تحدثت ،الاثنين، عن لقاء جمع المبعوث الأممي مع كبير مفاوضي الجماعة الحوثية والمتحدث باسمها محمد عبد السلام في مسقط، لمناقشة مقترحات تم تداولها خلال زيارته السابقة لمسقط في مارس الماضي، تتعلق بالعودة إلى مسار السلام.


وكان المبعوث الأممي عبر في احاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن الدولي عن خشيته من عودة القتال على نطاق واسع بين القوات الحكومية، ومليشيات الحوثي، في ظل الجمود الذي أصاب مساعيه الرامية لإبرام خريطة طريق للسلام، على إثر الهجمات الحوثية على سفن الشحن الدولي في البحر الأحمر وخليج عدن.
وطالَب غروندبرغ الفصل بين الأزمة اليمنية وبين قضايا الصراع الإقليمي في المنطقة، بما في ذلك الحرب الإسرائيلية على غزة، إلا أن الجماعة المدعومة من إيران أكدت مضيها في الهجمات البحرية، تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين.

مطالب الجانب الحكومي
يأتي ذلك، متزامنًا مع لقاء جمع السفير الأمريكي لدى اليمن ستفين فاجن، برئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي في السعودية، لمناقشة دعم خطة السلام المطروحة من قبل المبعوث الأممي.
ووفقًا لمصادر دبلوماسية، فقد طرح في اللقاء العليمي على ضرورة التصدي الدولي للأسلحة الإيرانية المهربة إلى الجماعة الحوثية، التي تهدد المساعي الأممية والدولية والاقليمية من أجل السلام في اليمن.
وجاءت التحذيرات اليمنية من الأسلحة الإيرانية المهربة، بالتزامن مع إصرار مليشيات الحوثي الإيرانية، على الاستمرار في التصعيد البحري ومهاجمة سفن الشحن، على الرغم من التنديد الدولي والضربات الغربية التي تلقتها.

تنسيق وتداعيات وانتهاكات 
وعلى وقع هذه التطورات شدد العليمي على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته في مكافحة تهريب الأسلحة الإيرانية، وجميع الأنشطة التي تسهل للجماعة الحوثية مواصلة إجراءاتها الأحادية، والتربح من مصادر رزق اليمنيين.
وأفاد الإعلام الرسمي بأنه ناقش مع السفير الأمريكي، التعاون الثنائي ومستجدات الوضع اليمني، والتطورات الإقليمية والدولية، وسبل تنسيق المواقف المشتركة إزاءها.
وتطرق اللقاء إلى "هجمات الميليشيات الحوثية الإرهابية على سفن الشحن البحري وخطوط الملاحة الدولية، وتداعياتها الكارثية على الأوضاع المعيشية للشعب اليمني، وشعوب المنطقة، واقتصاداتها الوطنية".
وتناول اللقاء "تداعيات انتهاكات المليشيات الإرهابية لحقوق الإنسان، وتقويضها المستمر لفرص السلام التي تقودها السعودية والمبعوث الخاص للأمم المتحدة، بما في ذلك مماطلتها في تسهيل دفع مرتبات الموظفين في المناطق الخاضعة لها بالقوة الغاشمة، واستمرار تصعيدها الحربي في مختلف الجبهات، وحصار تعز، وتحشيد الأطفال إلى معسكرات طائفية.

أسلحة إلى الحديدة
وكانت مصادر حكومية أكدت مؤخرًا زيادة نشاط مليشيات الحوثي العسكري بالتنسيق مع الجانب الإيراني في موانئ الحديدة، أكثر مما كان عليه قبل اتفاقية ستوكهولم مع الجماعة الحوثية.
وأشارت المصادر إلى أن عمليات تهريب الاسلحة الايرانية للحوثيين مستمرة، مؤكدة وصول سفن إيرانية من ميناء بندر عباس إلى مواني الحديدة، دون أي تفتيش أو رقابة أممية، خلال الفترة الأخيرة مستغلة بذلك اتفاق الهدنة الهشة التي وقعت في ابريل 2022، ورفضت الجماعة الحوثية تجديدها، وظلت تمارس خروقات في اطارها دون أي رادع دولي.

المعارضة السعودية
وتأتي التحركات الأخيرة للمبعوث الأممي رغم استمرار تصعيد الحوثي بحريًا، بإيعاز من المملكة العربية السعودية التي تريد إغلاق ملف اليمن، في ظل تزايد التحركات الإيرانية لاستقطاب المعارضة السعودية إلى مناطق وكلاءها في اليمن، للضغط على السعودية وتحييدها.
وذكر مراقبون محليون بأن ظهور معارضين سعوديين في مناطق الحوثي وعلى رأسهم "علي هاشم" مؤخرًا، يأتي في اطار الأوراق الايرانية التي قدمت للحوثيين، لتحسين مواقفهم من أي مفاوضات سلام مقبلة، وإجبار السعودية لتقديم مزيد من التنازلات لصالح الجماعة على حساب الشعب اليمني والجانب الحكومي الخاضع لإملاءات السعودية.