الرد الإيراني الفيسبوكي

04:35 2024/04/15

بهجومها الاستعراضي والدعائي  قدمت  ايران لإسرائيل و نتنياهو خدمة كبرى، إذ أظهرت الدولة العبرية بمظهر الضحية المعتدى عليها،  واستخدمها الاعلام الغربي لصرف الأنظار عن جرائم الابادة  التي يرتكبها الصهاينة ضد شعب فلسطين خصوصا في غزة الجريحة.

 كما أنها أظهرت نتنياهو بمظهر البطل المدافع  الذي افتخر بتصديه للصواريخ والمسيّرات بتغريدته(("أحبطنا وتصدينا.. معاً ننتصر".

  لا مواطن شريف في العالم يعارض المساهمة بأي جهد لنصرة الحق الفلسطيني ،والوقوف بوجه جرائم الإبادة ضد شعب فلسطين، ولنا في موقف جنوب افريقيا البطولي في محكمة العدل الدولية خير نموذج، أما أن تشهر ايران سيفا خشبيا أمام العدو الصهيوني  يستخدمه غطاء لتبرير جرائمه فهذا هو التواطؤ بعينه. وبه قدمت ولاية الفقيه للكيان الصهيوني نصراً ما كان يحلم به ، وعبر عن ذلك الرئيس الأمريكي  بايدن برسالته الى نتنياهو التي قال فيها " مُنحتَ نصراً فخذه".

  ليس هذا فحسب، بل حضر الرد الإيراني المزعوم لحملة دولية ضد ايران في مجلس الأمن الدولي. وتسعى اسرائيل  لاستخدام جلسة المجلس وما قد ينتج عنها لتبرير عمل عسكري يستهدف فيه البنى التحتية في ايران، من ضمنها محطات الكهرباء، إضافة الى مرافق البرنامج النووي الإيراني. والإعلام الاسرائيلي مثلما كتبت جريدة يديعونت احرنوت يوم أمس بالبنط العربض على صفحتها الأولى ( "هذه الصواريخ الايرانية قد تأتي يوما محملة برؤوس نووية إذا لم تردع إسرائيل البرنامج النووي الإيراني".).

  وأصدرت  البعثة الدائمة لإيران في الأمم المتحدة  بياناً بررت فيه ، الهجوم الفيسبوكي  بإنها ممارسة لحق الدفاع الشرعي عن النفس بموجب المادة (51) من ميثاق الأمم المتحدة. ، وذكرتنا بموقف الملك فاروق عندما أرسل الجيش المصري لتحرير فلسطين من العصابات الصهيونية وزودهم بأسلحة فاسدة.

 وجدير بالذكر هنا، أن زعيم حزب الله  الإيراني في لبنان السيد حسن نصر الله قال  في كلمته يوم الجمعة 5/4/2024 بعد قصف القنصلية الإيرانية في دمشق: (كونوا متأكدين ومتيقنين ان الرد الإيراني على قصف القنصلية الإيرانية في دمشق آت لا محالة) وأضاف (الإيرانيون يفكرّون ويدرسون كل الاحتمالات برويّة قبل الردّ). ومطلوب الآن من حسن نصر الله أن يعطينا الحكمة من هذا الرد الإيراني الخائب.!!،  وفي ذات الخطاب استشهد نصر الله  بقول الخميني (الحمد لله الذي جعل اعداءنا من الحمقى)، ونسأله اليس الأحمق هو من ظن نفسه في مهمة مقدسة وتقمص دور الفارس والتاجر الذي يريد باسم القدس وفلسطين الهيمنة على العالم العربي وهنا لا بد من استذكار ما قالته فائزة رفسنجاني كريمة الرئيس الايراني الراحل والداهية المعروف ب براغماتيته. في لقاء معها  عام ٢٠١٩ بان والدها ذكر لها ان الامام الخميني خاطبهم يوما بان ايران اذا لم تكن لها يد في القضية الفلسطينية فلن يكون لها اي تاثير في المجال الحيوي الوحيد لها المنطقة العربية!!! 

واردفت بالقول تاكيدا على ما تحصده ايران من مزايا في هذا النطاق الحيوي(( لولا مليارات الدولارات من العراق لسقط هذا النظام الايراني ).

  الان   يقترب عمر جمهورية ولاية الفقيه من نصف قرن قضته في الدجل والمكر والخداع  متجاوزة العمر المفترض للملوك وعهود الحكم والحكام والسلاطين  وهو اربعة عقود كما جاء في مقدمة العلامة ابن خلدون.

 نحن في العراق قد خبرنا دجلهم ومكرهم لثمانية سنوات عجاف  خلال فترة الحرب العراقية الايرانية  عندما رفع الإمام الخميني شعار أن طريق القدس يمر في كربلاء، عند الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام ٨٢ وألقى الخميني كلمة قال فيها لو ان الطريق البري من العراق تسمح لارسلت الجيش بالملايين  الى فلسطين!!  ورد عليه وقتها الرئيس صدام حسين رحمه آلله باننا مستعدون فورا لتامين طريق القوات الايرانية باشراف فرق من الامم المتحدة وأية دول يطلبها الامام الخميني؟ 

لكن الخميني انكشف ولحس تصريحه بان ذلك خداع من صدام.!!!  هناك مثل يقول: تستطيع خداع بعض الناس كل الوقت، وتستطيع خداع  كل الناس بعض الوقت، لكنك لن تستطيع خداع كل العالم  كل الوقت ، وها قد جاءت اللحظة التي كشف فيها الناس، كل الناس،  داخل ايران وخارجها خداع ولاية الفقيه، وهذا ايذان بانتهاء عمرها الافتراضي.

والله غالب على امره .