Image

مع عودة أزمة الكهرباء. أرقام تكشف فشل أكبر مشروع طاقة في عدن

أكدت مصادر مطلعة في المؤسسة العامة للكهرباء في العاصمة المؤقتة عدن، عن فشل أكبر مشروع طاقة بالمدينة كلف الدولة مبالغ طائلة، نتيجة سوء التخطيط والفساد المستشري في هذا القطاع الحيوي الهام.
وأفادت المصادر، بأن مشروع "محطة كهرباء بترومسيلة" أو ما يسمى ب "محطة الرئيس"، التي تم إنشاؤها في عدن خلال الأعوام الماضية، فشل بشكل كبير نتيجة عدم التخطيط الجيد والرؤية الثاقبة لتكلفة وطبية عمل المحطة.


وأوضحت، بأن المحطة تم إنشاؤها لإنتاج 260 ميجا، فيما تم تشغيلها بواقع 70 ميجا، لطبيعة ونوعية الوقود الخاص بها والمتمثل ب "الوقود الخام" ذو التكلفة العالية، مشيرين إلى حجم الكمية التي يتم استهلاكها يوميا من قبل المحطة لتشغيل قدرة 70 ميجا فقط.
ووفقا للمصادر، فإن المحطة استهلاك 11 ألف برميل من "الخام الخفيف" يوميا، بتكلفة 800 ألف دولار، بواقع سعر برميل النفط 80 دولارا عالميا، ما يعادل 27 مليون دولار شهريا، وهي تكلفة كبيرة مقارنة بالمنتج من الطاقة ما يجعل المشروع من أفشل المشاريع التي شهدتها البلاد على مر التاريخ.


ووفقا للمصادر، فإن موازنة المحطة السنوية تبلغ 320 مليون دولار، وهي موازنة مرتفعة، في حين أن واردات كهرباء عدن من قيمة الاستهلاك لجميع المحطات بما فيها محطة الرئيس لا تسوى ربع هذه التكلفة سنويا.
وأكدت المصادر، بأن تكلفة إنشاء المحطة كانت تكفي لإقامة مشاريع كهربائية حديثة، مثل الطاقة بالرياح والطاقة الشمسية، تكفي لتغطية العجز الذي تعاني منه عدن والمناطق المجاورة لها.


يذكر أن الرئيس الأسبق عبد ربه منصور هادي وجه خلال تواجده في عدن بالعام 2018، الحكومة حينها، بإنشاء محطة تعمل بالوقود الخام، قدرتها التوليدية الإجمالية 500 ميجاوات، تغطي محافظات عدن، لحج، أبين، والضالع، ووقع عقدا مع شركة جنرال إلكتريك الأمريكية لتصنيع مولدات خاصة بالمحطة، عبر مصانع الشركة المتواجدة في فرنسا، كما قامت شركة نقل بريطانية بإيصال المولدات إلى ميناء عدن.
وجرت مراحل إنشاء وتشغيل المحطة الكارثة، في فترات شهدت فسادا كبيرا فيما عرف بفساد الطاقة المشتراة التي حملت بملفات فساد رسمية نقلت إلى البرلمان والحكومة من قبل الجهاز الرقابي التابع للحكومة، الأمر الذي يجعل المحطة من ضمن مشاريع الفساد الكهربائية التي شهدتها عدن حينها...