"اليمن: بين فوضى الحوثي و تشتت الشرعية"

08:57 2024/04/08

تعيش اليمن حالة من الفوضى والصراع الدائم، حيث تتصاعد المواجهات بين الحوثيين والشرعية داخلياً وخارجياً، مما يجعل الوضع أكثر تعقيداً وخطورة. فالحوثيين يواجهون اليوم أضعف حالاتهم على الإطلاق، فقد فقدوا قدراتهم الصاروخية ويعانون من ضعف في القوات البرية، مما يجعلهم عرضة للهزيمة في أي لحظة و ما استعراضهم عن سلاح جديد او عن استضافة المعارضة السعودية غير تأكيد لحالة الضعف و الصراع الداخلي للحوثيين.

من جانبها، تعاني الشرعية من تشتت في القرار الوطني وعدم القدرة على إعادة تنظيم قواتها بشكل فعّال، وهذا الوضع يجعل الفرصة مواتية لتحجيم قوة الحوثيين ووضع حد لهم نهائياً. ولكن عدم القدرة على تحقيق هذا الهدف يعني أن اليمن سيظل محاصراً في دوامة الصراع والدمار.
من الواضح أن الحوثيين يحاولون  اليوم رفع الراية البيضاء والتحدث عن السلام، ولكن ذلك ليس إلا وسيلة للتضليل والتمويه. فقنواتهم الخفية مازالت تعمل بكل قوة لزعزعة الاستقرار في المنطقة وتحقيق مصالحهم الخاصة.

من جهة أخرى، فإن الشرعية بدورها تبدو ضعيفة وغير قادرة على حماية نفسها من الانتقادات والاتهامات بالتبعية. وبينما تتحدث عن السلام، فإنها تفتقر إلى التوازن في القوة والقدرة على فرض إرادتها على الحوثيين.
إن الوضع الحالي في اليمن يتطلب تدخل دولي فعال لوضع حد لهذا الصراع المستمر وإعادة الاستقرار إلى البلاد. وإذا لم تتخذ خطوات عاجلة وفعالة لمواجهة هذا الخطر، فإن النتائج قد تكون وخيمة وقد تكون لليمن عواقب وخيمة لا يمكن تصورها.

من الواضح أن الوضع العسكري في جانب الشرعية يعاني من تجاهل وإهمال منذ سنوات تسع،ومازال مستمرا حيث لم تشهد القوات الشرعية أي تقدم يُذكر في مسار التنظيم والتسليح، رغم إعلان رئيس مجلس القيادة عن إعادة تنظيم القوات، إلا أن الخطوات العملية لم تتحرك باتجاه تحقيق هذا الهدف.


بدون إعادة التنظيم والتسليح، وبدون تصحيح الأوضاع الداخلية، فإن الحوثيين سيظلون يحتفظون بتوازن القوى على الأرض. فعدم وجود تغيير جوهري في القوات الشرعية يعني أن الحوثيين سيظلون بقوتهم الحالية وسيبقون يمثلون تهديداً للأمن والاستقرار في المنطقة.

المشكلتان الرئيسيتان اللتان تحولان دون الاستثمار في تفكيك قوة الحوثي هما عدم وحدة القرار وتفاقم الصراعات الداخلية لأن القرارات المستقلة والانقسامات الداخلية تقوض من قدرة القوات الشرعية على تحقيق الانتصارات على الحوثيين.

لذا، من الضروري أن تتحرك القوى الشرعية بسرعة وفعالية نحو إعادة تنظيمها وتسليحها وتصحيح أوضاعها الداخلية، أن تتماسك الجبهة الشرعية وتتحد في مواجهة الحوثيين. كما يتوجب إتخاذ قرارات سريعة وموحدة لتحقيق النصر على العدو. إذا تمكنت القوات الشرعية من تحقيق هذه الأهداف، فإنها ستكون قادرة على تحقيق الانتصارات واستعادة الأمن والاستقرار في اليمن.