عيد بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيد ؟!

03:26 2024/04/05

هذا البيت الشعري الذي قاله المتنبي في مطلع قصيدة طويلة تحمل هجاءً لحاكم مصر كافور الإخشيدي قبل آلاف السنين تجده اليوم  على لسان الكثير من أربابِ الأسرِ في اليمن وربما الوطن العربي، وليس تشاؤمًا من العيد، بل هروبًا من واقع مزرٍ، تمر به معظم الأسر اليمنية والعربية، واقع كدّر فرحة العيد وجعل يوم العيد يوم حزن بالنسبة لكثير من الناس، لعجزهم عن توفير متطلبات العيد خاصة كسوة الأطفال الفئة الأكثر فرحاً بهذه المناسبة.

الأوضاع الصعبة التي يمر بها الشعب اليمني خطفت منه فرحته وابتسامه بيوم العيد، فلم يعد العيد هو ذالك اليوم الذي كان قبل عقد من الزمن، فقد أختفت كل مظاهر الترحيب به، كما اختفت مظاهر الترحيب بشهر مضان من قبله.

لقد فرضت علينا الحرب أوضاعًا قاسية، وجعلت كل أيامنا مآسي، ولم نعد نشعر بأي فرحة، ولعل هذه السنة، هي الأشد، علينا كأمة إسلامية وعربية، خاصة مع ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من مجازر وحشية من قبل القوى الغربية، فاي عيد يُفرح أمة الإسلام وهي تعاني ما تعاني من ذلّ وهوان جعلها أضعف أمة بين الأمم، فالشعوب العربية اليوم أحوج ما تكون إلى صحوة والى تكاتف وتراحم، خاصة مع الشعب الفلسطيني والشعب اليمني والشعب السوداني، والشعب السوري. هذه الشعوب أصبحت لاجئة ومشردة ولم تعد تشعر بفرحةً ولا سعادة بقدر ما تبحث عن أمن وأمان. 
بأَي حالٍ نستقبل العيد وأي فرحة تطيب لنا والآف من الأسر لا تجد ما تأكل وآلاف من الأسر فرقتها الحرب ومزقها الشتات؟، وأي عيدٌ يطيب لنا وأهلنا في غزة يعانون ويلات الحرب والتهجير والتجويع؟

يجب علينا كذلك استغلال هذه المناسبة الدينية في التراحم والتعاطف والتزاور وتفقد أحوال الفقراء وابناء الشهداء وإظهار مبدأ التسامح والتعاون، فالمسلمون كالبنيان يشد بعضهم بعضا وخاصة في مثل هذه المناسبات، فالعيد لم يشرع للتباهي والتفاخر وانما شرع لإدخال ألفرحة والسرور في نفوس الفقراء والمساكين.

وصدق المتنبي حين قال:
"عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ
بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ
أَمّا الأَحِبَّةُ فَالبَيداءُ دونَهُمُ
فَلَيتَ دونَكَ بيداً دونَها بيدُ"