الحقيقة كلمة مرة .. راديكالية الحوثي تصومل اليمن

11:31 2024/03/31

عندما تشاهد الآلاف تخرج  للاستعراض استجابة لداعي جماعة الحوثي اسبوعيًا تحت عناوين نصرة غزة ، ولا تراهم ينتفضون لحقوقهم وكرامتهم الممتهنة ، ويتماهون مع تفجير المنازل وقتل الأطفال، تدرك حجم المأساة التي يعيشها هذا الشعب وقدر مساحة الجهل التي تخيم على أوساطه.

أي وعي هذا الذي يجعل هذا الكم من المقهورين والمنتهكة حقوقهم يجمّلون وجه مضطهديهم؟

صحيح أن الحوثي يخدع البسطاء بشعاراته الزائفة التي لا تنطلي على الكثير ممن يحشرون بالإكراه إلى ميادين الاستعراض، في حين انهم لا يجدون ما يسد رمقهم من الجوع ، ويعيشون حياة الفقر والحرمان في أبهى صورها. لكن ذلك لا يعفي خصومه من مسؤولية التقصير في كشف زيفه وجرائمه في حق الشعب والوطن.
بالأمس حشد المجتمع وراءه للانتفاض ضد "آل سعود"، حد زعمه، وتدخلهم السافر في شؤون اليمن رافعًا لواء التحرر من الوصاية السعودية ، ولعل هناك من انجر وراء ذلك طمعًا في الخلاص المنشود ، لتكون النتيجة مزيدًا من الوصاية ،
وها هو اليوم يأخذ البلاد باتجاه آخر تحت يافطة رفض (العدوان) عن غزة ، للتغطية عن بقاء عدوانه على الشعب اليمني.
وفي كلا الحالتين يكون قد نجح  الى حد ما في خداعه للبسطاء ، لكنه ايضا يكون قد غامر و أخذ البلد فصل جديد من المواجهة مع قوى عالمية أخذت تتداعى الى البحيرة العربية الخالصة للسيطرة على واحد من اهم الممرات المائية في العالم .

كانت اليمن تتمتع بالسيادة فأدخلها تحت البند السابع ، لم يرق له بقاء البحر الأحمر بحيرة عربية حتى أصبح بحيرة عالمية ، ما كان لهذه القوى ان تتواجد لولا المغامرات الجالبة لها .
العدوان على البر جلب (عدوان)الجوار ، و(العدوان) على البحر حلب عدوان عالمي، لتتحول اليمن في عهد الحوثي الى "صومال أخرى" ، محققًا ما ذهب اليه الرئيس الاسبق الشهيد الزعيم علي عبدالله صالح .

لم يعد التدخل في شأن اليمن مقصور على السعودية وحدها ، بل هناك دول وقوى عالمية باتت راغبة في تجزئة اليمن وممتنة للحوثي اتقانه الدور في خدمة اجندتها  براديكاليته الهوجاء دون أن يدري .