" رشة" تخطف الأضواء

04:21 2024/03/31

للأمانة (رشة) خطفت الاضواء هذا العام ،انتفض الجميع من على المائدة دفعة واحدة ليتسمروا وقوفًا امام الشاشة الصغيرة انتظارا لموقفها امس الاول ، غير حالة الحرص لمتابعة ومشاهدة تفاصيل المسلسل (دروب المرجلة) على قناة السعيدة باهتمام بالغ .

ولعله المسلسل الأفضل من بين مسلسلات كثر طغى عليها التهريج ،والبعد عن الواقع اليمني الاليم .
حديث الديرة والمسامر الاخرى، لا يكاد يخلو من التطرق ل رشة (اشواق علي) كبطلة مع والدها صقر (زيدون العبيدي) ،فقد خطفا الاضواء واختزلا البطولة للمسلسل اكثر ممن حرص اختزال البطولة لنفسه

كل عام احرص على إبداء ملاحظاتي كتقييم متواضع على الدراما اليمنية كغيري ، البعض كان يصف ذلك بانه اضطهاد ونسف لجهود صناعة الدراما المحلية ،لكن مع هذا العام حاولت اؤجل تقييمي حتى اتحسس اراء اكبر شريحة من حولي في مختلف الوجهات ،ووجدت ان هناك تطابقًا في الرؤية الى حد ما.
ربما تختفي كثير من ملاحظاتي السابقة ،مع الادور التي قام بها ممثلو المسلسل ،وجهود المخرج ..
وذلك لوجود عوامل كثيرة ساعدت على النجاح اهمها اجادة التقمص القائم على صدق المشاعر ، واحادة الحبكة الدرامية  وتكثيف عناصر التشويق .

عادة، المجتمع لا يلتفت للمسلسلات ذات الطابع البدوي لأسباب من بينها انها عادة ماتكون (جافة) اي بلا بهارات درامية ان جاز التعبير ، غير أن المجتمع لا يرى فيها بغيته ، وتفتقر للهدف وحينها تصبح اشبه بالتهريج المصحوب باللغة المكسرة ونقص في مكملات  الدور للمتقمص .  

ومع هذا العام كانت الدراما اليمنية ذات الطباع البدوي غير عن سابقتها ، ويكاد يكون اغلب من في المسلسل غيروا من الصورة النمطية التي كانت قد تشكلت حولهم من مسلسلات أخرى سابقة .

سأشير الى تسميتهم في المسلسل الشيخ صقر وابنته رشة ، وبجانبهما الطفلة قمر بضم القاف (غيداء وليد العلفي) وهي البطلة الثالثة للمسلسل بعد رشة ووالدها صقر ، بالاضافة الى خضرا وزوجها مهاوش .. خضرا تنبئ عن موهبة لفنانة قادمة للشاشة اليمنية .
مهاوش اجاد دوره ومن لم يكن يعجبه في مسلسلات مدنية بات يصنفه في قائمة الابطال في هذا المسلسل ، يلفت الانظار بلغته وتهويشاته البدوية الاكثر من رائعة ، فقد اثبت انه فنان مقتدر يجيد الدور ويعد ركيزة مهمة في سياق هذا المسلسل.

ثنائي مقناص وحابس وام الأخير ، أجادوا دور مثلت الشر في الديرة و(القبيلة) تماما.
ولا ننسى الإشارة الى ام رشة زوجة الشيخ فهي ايضا فنانة قديرة اتقنت دورها في محاولة تجسيد الذكاء البدوي مقابل الام والزوجة التي لم نعتد عليها في مسلسلات اخرى عادة ما كانت تعمد لتقديم الزوجة كمصدر للنكد والصراع داخل الاسرة ،يكاد ذلك يكون طاغ في اغلب المسلسلات اليمنية .
ولا ننسى دور المخرج الذي كان له الدور الأبرز في انجاح هذا المسلسل ، تلحظ لمساته الفنية من خلال تدفق المشوقات المثيرة  للمشاعر .

الدراما اليمنية تحرص على تقديم نفسها انها اكثر محافظة ، فتتوخى الغوص في الاعماق او كشف السواتر حول حقائق ماثلة تتحاشى الدراما التعامل معها ، مخافة المحاذير والقيود الاجتماعية وذلك واضح من خلال الجفاف الدرامي .
ليس ادل على ذلك من اللجوء لاسناد بعض الادوار لرجل لادائها ، كالحال مع الفنان الرائع نبيل الآنسي او الاستعانة بممثلات من سوريا او مصر بعد غياب مديحة الحيدري وسحر الاصبحي ، ونجيبة عبدالله ،وسالي حمادة ..

مسلسل دروب المرجلة رغم تحفظي علي العنوان لكن المضمون صنع حالة من الارتياح والتفاعل الاجتماعي من خلال حصد أعلى نسبة رضا وربما مشاهدة أيضًا .

أضافت قناة السعيدة رصيدًا بهذا المسلسل إلى رصيدها .