حقبة جديدة فى تاريخ مصر

01:49 2024/03/30

مصر على موعد، مع حدث من أهم أحداثها فى التاريخ الحديث، حيث يترقب المصريون والعرب، وينتظرون الرئيس عبد الفتاح السيسى، لأداء اليمين الدستورية وخطابه المرتقب، الذى سيؤسس لحقبة مختلفة، ولفترة رئاسية جديدة من مراحل تطور مصر السياسى (2024-2‪030)، حيث ندخل بهذه المراسم إلى قلب الجمهورية الجديدة، وحيث كل شىء مختلف فى مصر، التى صارت دولة قوية فى عالمها:

وضع اقتصادى تحول بقرارات قوية، وبصفقات اقتصادية، وبروتوكلات واتفاقيات مع المؤسسات الدولية ودول العالم الكبرى، إلى مرحلة تعتقد فيها كل المؤسسات العالمية والإقليمية، أن مصر دخلت العصر الجديد، بل وضعت أقدامها بثبات على طريق المستقبل، والقوة وبناء دولة عصرية جديثة قوية فى عالمها.

مصر عادت إلى مكانتها بنجاحاتها، وصمود شعبها الذى غير معادلات كثيرة لديه، ولدى المنطقة، إذا نظرنا إلى 10سنوات مضت، كيف كنا وكيف أصبحنا الآن، نستطيع القياس وإعطاء الشعب والقيادة السياسية، التى يقودها الرئيس السيسى، حقهم فى ميزان التاريخ، والرؤية الدقيقة والإستراتيجية التى غيرت كل خطط القوى الخارجية والمتربص بنا، الذين كانوا يريدون أن تغرق مصر فى أتون صراعات دينية وطائفية مخيفة، كانوا يريدون مصر دولة دينية، ثيوقراطية من دول القرون الوسطى، كانوا يريدون المصريين رعايا لدول إقليمية وعالمية، أو تابعين فى عالمهم، خيب الشعب ظنونهم وخططهم وثار، كما لم يثوروا من قبل، كانت ثورة المصريين على التيارات المتأخونة ورعايا الإمبراطوريات القديمة، مختلفة حتى عن ثورتهم على الاستعمار القديم، أكثر من لا حق بلدهم.

المصريون اقتلعوا الإرهاب والتطرف والتنظيم الإخوانى من جذوره، بعد أن كشفه الشعب وتمت تعريته بالكامل، ولم تعد هناك أى ورقة توت (دينية)، قد تستر إجرامه فى حق الناس وخيانته للوطن مؤثقة بكل الدلائل فى الشارع وفى دوائر المحاكم، بل أمام العالم على الشاشات، حيث كانوا يقتلون ويسحلون الشعب، لم تكتف مصر والمصريون بالثورة، بل قرروا بناء الوطن، طرق وبنية أساسية شقت كل مساحة مصر، كلها دخلت الخدمة وأصبحت متاحة للتنمية والاستثمار، شبكة كهرباء وطاقة عصرية مرتبطة إقليميا وعالميا، فى كل مجالات الحياة، تغير وجه مصر بالكامل، ووضعت على مصاف الدول الحديثة المتقدمة، يتحمل المصريون تكاليف البناء، وقرروا أن يكون المستقبل عنوانهم وحققوا النتيجة بامتياز واقتدار.

جاء إليها العالم، لكى ينهل من حكمة قيادتها وعمق رؤيتها للمستقبل والعالم، كانت مصر الرقم الصعب، ويكفينا أن يلتقط العالم صورة أوروبا وهى هنا، وقد حضرت بكل زعمائها لتوقيع بروتوكولات وصفقات تقوم بترفيع علاقاتها معنا، إلى الوضع الإستراتيجى.

علاقات إستراتيجية مع أوروبا ومع أمريكا، والروس يبنون لها محطة للطاقة النووية وعلاقات إستراتيجية مع الصين، ودخلت فى نطاقها إلى البريكس مع الهند، والدول الواعدة اقتصاديا وسياسيا وعندما تعرضنا نتيجة الحروب والاضطرابات الإقليمية لأزمة اقتصادية داخلية، التف العالم إقليميا وعالميا حولنا، فتمت صفقة رأس الحكمة الإماراتية متزامنة مع اتفاق صندوق النقد، والبنك الدولى، والاتفاق الأوروبى المميز للغاية لتوضع مصر فى صدارة المشهد الاقتصادى، والسياسى الإقليمى والعالمى.

 انطلاقة جديدة لمصر فيما بعد عام 2023، تتوجها مرحلة مختلفة، وقد لبس الوطن كله ثوبا جديدا، فى العاصمة الإدارية وفى 30 مدينة وعصرية تتكلم بلغة العصر الرقمى، تشد وتجذب ملايين المصريين الجدد الراغبين فى سوق العمل، يتحدث إليهم رئيسهم الذى قاد هذه المرحلة بكل صلابة وقوة، لكى يضعنا أمام المستقبل، بعد أن كنا معرضين للسقوط والهبوط، ودخول نادى الفاشلين أصبحنا من الصاعدين، بل من المؤثرين فى عالمنا المعاصر، بل فى عنفوان التقدم، والثقة فى المستقبل، نستقبل المرحلة الجديدة مع الرئيس السيسى، ونحن نرى مصر التى حلمنا بها، مصر تؤكد لنفسها قبل أن تؤكد للعالم إقليميا وعالميا، أنها أم الدنيا.

كاتب عربي - رئيس تحرير الاهرام الاسبق