Image

مع تمدد وباء الحصبة شرق تعز .. تفشٍ غير مسبوق لوباء الكوليرا في صنعاء وإب

وصفت مصادر طبية في العاصمة المختطفة صنعاء، الوضع الصحي بالمدينة بالخطير نتيجة تفشي وباء الكوليرا الغير مسبوق فيها منذ مطلع شهر رمضان المبارك، فيما تزايدت الحالات المصابة في محافظة إب "وسط البلاد".
وذكرت المصادر، تزايد الحالات المصابة بالكوليرا خلال اليومين بل الساعات القليلة الماضية، التي تم تسجيلها في المستشفيات والمراكز الطبية في صنعاء، فيما يتم التكتم على الوضع الخطير من قبل مليشيات الحوثي الارهابية التي تسيطر على المرافق الطبية والصحية في العاصمة ومناطق سيطرتها.
وانتقد سكان العاصمة تكتم مليشيات الحوثي حول حجم انتشار الوباء، وعدم اكتراثها في مواجهته، رغم انها السبب الرئيسي في عودته بهذه الحدة إلى صنعاء ومناطق اخرى واقعة تحت سيطرة الجماعة نتيجة رفضها حملات التحصين منذ سنوات.

إرهاب صحي وعدم مبالاة
واكتفت مليشيات الحوثي وبطريقة تنم عن عدم مبالاة بحياة المدنيين المصابين بالوباء، اكتفت بإرسال رسالة نصية عبر شركة "يمن موبايل" للهاتف النقال تضمنت " المصاب بإسهال مائي حاد بحاجة محلول اوراء وتغذية صحية ليتماثل للشفاء".
ووصفت اوساط اجتماعية وطبية تلك الرسائل بالإرهاب الصحي الذي تمارسه الجماعة بحق المدنيين في مناطق سيطرتها، مشيرة إلى ان الجماعة تتناسى عند مطالبتها المصابين بالتغذية، ان السكان في مناطقها يعيشون أوضاعًا متردية وتدهورًا كبيرًا في الحياة المعيشية والاقتصادية نتيجة إجراءاتها التي مارستها بحقهم خلال السنوات الماضية وعلى رأسها منع صرف مرتبات الموظفين.

يهدد المئات بوصوله سجون الحوثي
إلى ذلك، أفادت مصادر طبية وسكان في صنعاء، بأن الوباء انتشر بشكل كبير ووصل إلى سجون مخابرات مليشيات الحوثي، وهو ما يعني تهديداً لحياة المئات منهم.
ونقلت وسائل إعلام عربية عن المصادر، أن القائمين على إدارة سجون الحوثيين أبلغوا عائلات المعتقلين خلال الأسبوع الحالي بمنع الزيارات أو إدخال الطعام لذويهم، بسبب تفشي وباء الكوليرا داخل المعتقلات، بينما أكَّدت مصادر عاملة في القطاع الطبي تسجيل آلاف الإصابات، وقالت إن الجماعة تتكتَّم على الأمر، فيما تستقبل المستشفيات العامة والخاصة عشرات الحالات يومياً.
وأفادت مصادر في عائلات المعتقلين في سجون الحوثيين، بأنها أوقفت إرسال الأطعمة لأقاربها في المعتقلات حتى لا تترك للحوثيين ذريعة لتصفيتهم تحت مبرر أنهم تناولوا أطعمة ملوَّثة أُرسلت لهم، أو أنهم أُصيبوا بأمراض وبائية نتيجة تناولهم تلك الأطعمة. ورغم أن السجناء يشكون بشكل دائم من تردّي نوعية الوجبات الغذائية التي تُقدَّم لهم وعدم كفايتها.

إب .. تجاهل مماثل للوباء 
وفي محافظة إب "وسط البلاد" أكدت مصادر طبية "الخميس"، تزايد الحالات المصابة بالكوليرا في جميع مديريات المحافظة الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.
واشارت إلى ان، المشافي والمراكز الطبية في جميع مناطق المحافظة تشهد إقبالاً متزايداً لمرضى الإسهالات المائية، خصوصاً تلك المتعلقة بمرض الكوليرا، منذ عدة أسابيع، لافتة إلى ان اعداد الحالات المصابة تزايدت بشكل ملحوظ منذ بداية شهر رمضان المبارك، خاصةً في أوساط الأطفال وكبار السن، دون اتخاذ أي إجراءات من قبل المعنيين.

تجاهل ينذر بكارثة 
ويشكل تجاهل الجهات المختصة في مناطق الحوثي لحجم كارثة تفشي الوباء، ينذر بوقوع كارثة صحية، خاصةً مع الانهيار الكبير للمنظومة الصحية نتيجة عبث الحوثيين بها وتسخيرها لصالح خدمة عناصرها الارهابية، وتحويل العديد منها إلى جهات تجارية تدر عليهم أموالا طائلة من خلال المتاجرة بالخدمات الطبية.
وتعاني المنظمات الإنسانية والطبية العاملة في مناطق الحوثيين، من التضييق على أي محاولات للتخفيف من حدة انتشار الاوبئة والأمراض من خلال منعها تنفيذ حملات تطعيم "تحصين" في مناطقها، إلى جانب تعرض الأدوية والمساعدات الطبية للنهب من قبل الحوثيين ما يزيد من تفاقم معاناة سكان تلك المناطق.

الأسباب وفقًا لمنظمة الصحة 
وأعادت "منظمة الصحة العالمية" السبب الرئيسي لانتشار الوباء إلى الإجهاد الشديد الذي تعاني منه البنية التحتية للرعاية الصحية، وتدهور الظروف الاقتصادية في البلاد، بالإضافة إلى الانخفاض المتزايد في تغطية التحصين الشاملة وقيود الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية.
وقالت المنظمة في تقرير لها، إن هذا كله جعل البلاد وسكانها عرضة بدرجة كبيرة لتفشي الأمراض، خصوصاً تلك التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، مثل الكوليرا والدفتيريا والحصبة وشلل الأطفال.

الحصبة تتمدد بمناطق الحوثي بتعز
إلى ذلك، أفادت منظمة "أطباء بلا حدود"، بأن مستشفى تديره في مناطق سيطرة الحوثيين بضواحي مدينة تعز سجل 1500 حالة إصابة بمرض الحصبة بين أطفال أعمارهم دون سن الرابعة، رغم مضي 7 أشهر على افتتاح وحدة العزل الخاصة بالمرض.
وأوضحت المنظمة أن وحدة العزل الخاصة بمرض الحصبة التي افتتحتها في أغسطس الماضي، بمستشفى الأم والطفل في منطقة الحوبان، بضواحي مدينة تعز استقبلت، حتى فبراير ، 1552 حالة إصابة بالحصبة، أغلبها لأطفال دون سن الرابعة.
ونبَّهت المنظمة في تقرير لها إلى أن حالات الإصابة بمرض الحصبة بدأت تشهد ارتفاعاً مقلقاً بين الأطفال في النصف الثاني من العام الماضي، حيث استقبلت وحدة العزل بين أغسطس، وديسمبر  الماضي 1332 طفلاً مصاباً بالمرض، 85 في المائة منهم دون سن الرابعة، وفي شهر فبراير الماضي استقبلت الوحدة 220 إصابة جديدة.
وبحسب المنظمة، فإن الحصبة مرض متوطّن في المنطقة التي تعمل فيها، وكان فريقها الطبي يعاين في العادة ما معدله 8 مرضى كل شهر في مستشفى الأم والطفل بمنطقة الحوبان التي يسيطر عليها الحوثيون "إلا أن هذا النمط بدأ بالتغير في يونيو الماضي، وفجأة بدأت الأعداد تتزايد بشكل مقلق، مع وصول أطفال من مختلف مديريات المحافظة".

نتائج منع التحصين
وقالت رئيسة الفريق الطبي لمنظمة "أطباء بلا حدود" في المستشفى، إي إي خاي، إنهم يستقبلون كثيراً من الأطفال الذين يعانون من حالات معقدة من الحصبة "وهو عدد لم أشهده من قبل في حياتي"، ورغم أن هذا المرض يمكن الوقاية منه، فإن نسبة التطعيم بين الأطفال الذين يُعالجون من الحصبة لا تتجاوز 16 في المائة. وحذرت الطبيبة من أنه إذا لم يتم احتواء انتقال الحصبة، فإن الأطفال في هذه المنطقة سيعانون من كثير من الأمراض التي قد تصبح قاتلة.
وذكرت خاي أن الأطفال دون سن الخامسة يتأثرون بشكل خاص بالحصبة، لأن أجهزتهم المناعية ليست متطورة بما يكفي لمقاومة العدوى. وتوقعت استمرار المرض في الانتشار، لأنه، وبعد مرور ستة أشهر على افتتاح وحدة العزل لتجنب خطر انتقال الفيروس، لا يوجد انحسار في طفرة حالات الإصابة.
وأضافت أن جهود معالجة العدوى واحتوائها يبدو أنها محدودة للغاية، ولا تشير التوقعات إلى انخفاض بالإصابات في وقت قريب.