"الاحتلال الداخلي" أخطر وأبشع
تبدو حالات حزب الله في لبنان وطالبان في أفغانستان والحوثي في اليمن حالات مثالية لمراجعة مفاهيم الاحتلال.
حالات صارخة تقول: إن الاحتلال الداخلي أخطر وأبشع من كل ادعاءات مقاومة الاحتلال الخارجي.
مهما عظمت قوة المحتل الخارجي سيرحل، أما المحتل الداخلي فسرطان يتنكر في زي التحرر ويدمر الوطن من الداخل.
يوحد الاحتلال الخارجي المجتمع ويوجه طاقاته ضد عدو واحد ويشحذ هممه نحو هدف محدد هو طرد المحتل.
أما المحتل الداخلي فحرب أهلية في صورة حرب تحرير، وتفكيك للنسيج المجتمع في صورة وحدة قرار، وطائفية وعرقية وعنصرية تحت قناع التحرر وطني.
يتنكر الاحتلال الداخلي في هيئات الثورة والاستقلال والسيادة، كما يتنكر السرطان داخل الجسد ليفتت الخلية ويدمرها.
وعندما ينهض الناس لمواجهته تختلط عليهم القيم ولا يميزون الوطني من العميل والسليم من المريض.
لحظة 25 مايو 2000 في لبنان، و21 سبتمبر 2014 في اليمن، و21 اغسطس 2021 في افغانستان هي لحظات سقوط الوطن تحت احتلال داخلي، طائفي عرقي مخاتل.
احتلال يرفع راية التحرر وهو يتلقى استراتيجياته وخططه ودعمه وتدريبه من مركز خارجي.
احتلال يحول الوطن إلى أداة في حروب الآخرين، والمواطنين إلى ألعاب موت في يد الطائفي الذي يرفع راية صلاح الدين ويرتدي قبعة جيفارا من فوق العمامة السوداء.
يفتت المحتل الداخلي البلد إلى أقليات متناحرة (بشتون، هزاره، سنة، شيعة، زيدية، شافعية، عرب، هاشميون، شمال، جنوب، موالي، عميل) ليسهل عليه استعباد الجموع.
تنتهي حرب الاحتلال الخارجي برحيل المحتل، أما حرب المحتل الداخلي فتبدأ بدايتها الحقيقية فقط عندما يسيطر الاحتلال الداخلي.
الاحتلال الداخلي حرب دائمة ضد المجتمع. فمشروع المحتل الداخلي دائما هو القتال إلى يوم القيامة.
من صفحة الكاتب على الفيس بوك