إنما للصبر حدود

06:58 2022/05/23

ملف حصار تعز الشائك يمثل بالنسبة لمليشيا الانقلاب، التى أثبتت الأيام بأنها لا تؤمن بالسلام الشامل والعادل، ورقة رابحة تضغط بها على الشرعية والتحالف والمجتمع الدولي، نظراً لأهميتها القصوى من أجل أن تقدم الشرعية مزيدا من التنازلات، في ظل تعنت المليشيا ومكرها المعهود وتعمدها المماطله في تنفيذ بنود الهدنة الأممية المتفق عليها من خلال تشكيل لجنة من الطرفين للتفاوض حول فك الحصار، والتي بلا شك ستكون حبالها طويله ومملة الغرض منها مزيد من كسب الوقت حتى تنتهي الهدنة المتفق عليها خلال الأيام القليلة القادمة، لتضمن الموافقة على هدنة جديدة أخري طويلة نسبياً ترتب فيها أوراقها وتعيد رص صفوفها من جديد بكل أريحية، بعدما منيت بهزائم ساحقة من قبل القوات اليمنية مؤخراً لتفاجئ الجميع بعدها بهجوم شامل وغادر كما هي عادتها دائماً في الخداع والمكر ونكث العهود، ضاربة بالقرارات الدولية ومصلحة اليمن واليمنين العليا عرض الحائط.
فهل ستظل الشرعية تقدم التنازلات تلو التنازلات في ظل تمادي المليشيات وغض الطرف عنها من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي طيلة 8 سنوات عجاف من الحرب والدمار والحصار الجائر والخانق لهذه المحافظة التي كانت ومازالت تدفع الثمن من أجل حرية اليمن في كل الجبهات على مدار الساعة، وتضحي بدماء أبنائها  الزكية الذين باتوا يشكلون الرعب والهلع لهم ببسالتهم المعهودة وصمودهم الأسطوري في مقدمة جبهات القتال، باذلين أرواحهم رخيصة في سبيل الدفاع عن الثورة والجمهورية والوحدة والعزة والكرامة والأرض والإنسان في كل شبر من ربوع اليمن الحبيبة؟
أم أنهم سيستفيدون من التجارب التي خاضوها طيلة الفترة السابقة مع مليشيا مخادعة لا عهد لها ولا ذمة دون تقدم يذكر في هذا الملف الشائك؟
 وهل سيتخذون القرار الصحيح في حسم المعركة عسكرياً واستعادة الدولة بالقوة وبوقت قياسي بعد أن نفد الصبر وطفح الكيل؟ 
(فما أخذ بالقوة لن يعود إلا بالقوة) وتعز أغلى.