
مطالبات مجتمعية لمشائخ الصبيحة للقضاء على اوكار المتقطعين في طور الباحة
ازدادت حدة التقطعات من قبل مسلحين قبليين في منطقة طور الباحة التابعة لمحافظة لحج، في ظل الغياب التام لأجهزة الأمن بالمديرية وللقوات العسكرية في القبض على مرتمبي التقطع.
ويرى مراقبون أن الانفلات الأمني في طريق لحج تعز وصل إلى أعلى مستوى من التقطع والنهب وأعمال الحرابة، ما يدل على تواطؤ من الأجهزة الأمنية والعسكرية في محافظة لحج، والتي لم تحرك ساكنا لضبط العصابات المسلحة التي تصطاد ضحاياها في وضح النهار وبالقرب من نقاط عسكرية مهمتها تأمين الطريق.
وفي تقرير لـ"المنتصف" أشار عدد من الناشطين إلى ما شهدته طور الباحة
خلال أقل من شهر من عمليات تقطع؛ حيث سجلت خمس عمليات تقطع لمغتربين عادوا من المهجر لزيارة أهلهم وذويهم، ولمسافرين عابري طريق تم التنكيل بهم من قبل العصابات المسلحة، بل وحتى من قبل رجال الأمن المشتركين مع العصابات، والذين كان لهم نصيب من تقطع العصابات التي استحدثت نقطة غير قانونية تقوم فيها بإيقاف سيارات المواطنين المسافرين ونهبها بقوة السلاح؛ فيما يمر الأمر مرور الكرام دون أن نشهد أي حملة عسكرية تقوم بملاحقة قاطعي الطريق الذين ينتمون إلى الصبيحة والقبض عليهم وتأمين طريق المسافر الذي أصبح المرء يخشى على نفسه من أن يتعرض للنهب أو القتل ويذهب دمه هدرا.
بالأمس، تعرض مدير أمن المخا لعملية تقطع هو أيضا، واستطاع أن يفلت من العصابة التي فتحت نيران رشاشاتها صوبه. واليوم، مغترب يمني عاد من أمريكا ليتعرض لنهب سيارته وما بحوزته من مال، وقبلها جرائم عدة وصلت إلى القتل بدم بارد. ولم تلق أسر الضحايا من أحد يسمع شكواها أو يتلقى منها بلاغا بالمجرمين؛ وهو ما ينذر بخطر، وإن لم يتم تداركه الآن فسوف تتحول المنطقة إلى بؤرة للإرهاب تستقوي بها مجاميع مسلحة على الدولة ولن يكون أحد في مأمن.
ويقول الناشطين إن منطقة الوهط بلحج تشهد على جانبي الطريق مجاميع مسلحة وبصورة تبعث بالخوف والرعب في أوساط المسافرين؛ حيث ينصب المسلحون نقاط تفتيش على أساس عسكرية ويقومون باختيار ضحاياهم بعناية، خاصة إذا كانت السيارة موديلها حديث والمسافر تاجرا أو مغترب، فيتم إنزاله من سيارته ونهب كل ما لديه ويترك في العراء ويطلب منه المغادرة تحت تهديد السلاح.
بدورهم، يوضح سائقو السيارات ممن يمرون من تلك المنطقة أن عمليات التقطع تحدث غالبا في وقت متاخر من الليل؛ حيث يتم التقطع للمتوجهين من عدن إلى تعز بعد أن يطلبوا من صاحب السيارة إبراز بطاقته الشخصية؛ ما يعني أن التقطع يتم بحسب الهوية.
واضاف عدد من السائقين: لا أحد يستطيع مجادلتهم (أي المتقطعين) بمجرد ما تقع عينهم على الضحية، وكثير ممن تعرض للسطو قاموا بإبلاغ النقاط العسكرية القريبة من التقطع طالبين النجدة دون جدوى، وكأن هناك تنسيقا بينهم.
ناشطون طالبوا السلطة المحلية والأمنية والعسكرية بالوقوف بحزم أمام هذه القضية والتي أصبحت ظاهرة خطيرة تسيء لأبناء الصبيحة الأحرار بشكل خاص، وللسلطات المحلية في محافظة لحج بشكل عام، وهي القضية التي تدل على فشل تلك السلطات وعجزها في حماية المواطنين المسافرين في طريق طور الباحة، الذي كثرت فيه عصابات التقطع والقتل في الخط الرئيسي الرابط بين تعز وعدن.
تلك الأعمال المزعزعة للأمن، والتي يقوم بها قلة من أبناء الصبيحة، انعكست سلبا على منطقتهم في إيقاف مشاريع خدمية تقوم بها منظمات عدة. ويقول مستشار محافظ لحج إنهم تلقوا بلاغات من عدد من المنظمات الدولية تفيد بتوقف نشاطها الإنساني في منطقة الصبيحة بسبب التهديدات وهو ما سوف يؤدي إلى توقف العديد من الخدمات.
ولما كانت تلك الأعمال تسيء لتاريخ أبناء الصبيحة، طالبت قيادات عسكرية من الصبيحة السلطة المحلية والأمنية في المضاربة ورأس العارة وطور الباحة ومشايخ ووجهاء قبائل الصبيحة بالتوقيع على ميثاق شرف أمام محافظ لحج وشيخ مشايخ الصبيحة بالتنازل والتخلي عن أي قاطع طريق
او بلطجي استحدث نقاطا خارج الخطة الأمنية لابتزاز العابرين ونهب ممتلكاتهم، معتبرين تلك الأعمال عارا على كل شرفاء الصبيحة الذين سطروا أروع البطولات والشجاعة والصمود، بينما شردمة من الرهط ينكسون تاريخ الصبيحة للحضيض بتشويه وتلطيخ سمعة ومكانة ابناء الصبيحة الذين عرف عنهم الشهامة والغزة والذود عن أرض الوطن.